مع بداية كل موسم مسرحي جديد في مصر تحدث عملية تنقل كبيرة بين أبطال الفرق المسرحية، أو تكون هناك اعتذارات وانسحابات لأسباب متفاوتة، الامر الذي يشبه كثيراً موسم التنقل بين الاندية الرياضية في دوري كرة القدم! ومع ذلك تستمر الحركة المسرحية من دون توقف على رغم كل هذه الاسباب، وعلى رغم ان الايرادات قد تنخفض الى درجة أن اصحاب المسارح يغلقون الابواب طوال الاسبوع عدا يوم أو اثنين على اقصى تقدير. وجاءت ابرز الاعتذارات هذا الموسم من نرمين الفقي التي اعتذرت عن عدم الاستمرار في مسرحية "أنا ومراتي ومونيكا" امام سمير غانم ومحمود القلعاوي من تأليف احمد الابياري واخرج محمود ابو رجيلة وتعرض للعام الرابع على التوالي. وجاء الاعتذار "بسبب قرار اصحاب المسرحية عرضها على خشبة مسرح الانفوشي في الاسكندريةخلال الموسم الصيفي الحالي في الوقت الذي ارتبطبت فيه الفقي بعمل تلفزيوني يصور في القاهرة ويحول دون سفرها اليومي الى الاسكندرية. وحلت مكانها جيهان قمري. الأمر نفسه حدث مع عبير صبري التي اعتذرت عن عدم الاستمرار في مسرحية "حودة كرامة" امام احمد ادم و صلاح عبدالله اخراج جلال الشرقاوي منتج المسرحية الذي قرر عرضها على خشبة مسرح المنتزه في الاسكندرية. وكانت عبير صبري ارتبطت بتصوير غير عمل سينمائي وتلفزيوني في القاهرة. ويذكر أن الممثلة صفوة انسحبت من العرض نفسه منذ فترة لخلاف مع المنتج وحلت بدلاً منها ايناس شيحة التي شاركت في مسرحية "مونيكا والفستان الارزق" امام يحيى الفخراني وسوسن بدر ونهلة سلامة تأليف فيصل ندا واخراج السيد راضي. وكانت بداية صفوة من خلال مسرحية "حودة كرامة" في دور صغير يعتمد في الاساس على الرقص لا التمثيل. وهي تشارك حالياً في تدريبات مسرحية "ستريتش" امام رانيا يوسف وخالد ابو النجار اخراج عادل عبده. وانسحب محمد نجاتي من مسرحية "أولاد الحب والغضب" من تأليف كرم النجار وبطولة احمد راتب وانوشكا واخراج ناصر عبد المنعم ليشارك في مسرحية "اتدلعي يا دوسة" مع فيفي عبده. وتردد أن محمود حميدة سينسحب من عرض "اتدلعي يا دوسة" لاصابته بانزلاق غضروفي يحول دون وقوفه اليومي على الخشبة. اما مسرحية "بودي غارد" بطولة عادل إمام واخراج رامي إمام فشهدت انسحاب رغدة لتحل مكانها دينا والتي انسحبت من العرض قبل السفر الى بغداد اثر وفاة زوجها المخرج سامح الباجوري مما دعى أصحاب المسرحية الى الاستعانة بالفنانة منال عفيفي، التي انسحبت هي الاخرى بدعوى مطالبتها بزيادة أجرها وهو ما لم يحدث، واخيراً تم الاستعانة بالفنانة شيرين سيف النصر. وكانت انسحابات عدة حدثت في مسرحية "عفروتو" لمحمد هنيدي وهاني رمزي وحسن حسني وماجدة زكي ومن تأليف احمد عوض واخراج محمد عبدالعزيز، ابرزها انسحاب منى زكي لتحل مكانها داليا مصطفى، واحمد السقا الذي حل بدلاً منه احمد منير. ويقوم حالياً احمد السقا وشريف منير ومنى زكي وياسمين عبدالعزيز باجراء تدريبات مسرحية جديدة عنوانها "قسمتي ونصيبي" تأليف احمد عفيفي واخرج سمير العصفوري. يذكر أنه حدثت في الماضي انسحابات واعتذارات مماثلة عن عدم الاستمرار، في مسرحيات عدة مما أدى الى اسناد الادوار الى ممثلين آخرين تحولوا بعدها الى نجوم، وابرز مثال على ذلك أحمد بدير الذي حل بدلاً من حمدي احمد في مسرحية "ريا وسكينة" امام شادية وسهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي واخراج حسين كمال حين اعتذر احمد عن السفر الى الاسكندرية فتم ترشيح بدير بدلاً منه وكان نقطة انطلاق كبيرة له في حياته الفنية. والأمر نفسه تكرر في مسرحية "بهلول في اسطنبول" لسيمر غانم والهام شاهين، حين انسحبت جيهان نصر وحلت بدلاً منها بثينة رشوان والتي انسحبت وحلت مكانها سهير رجب. وهو ما تكرر ايضاً في مسرحية "دستور يا اسيادنا" لأحمد بدير اخراج جلال الشرقاوي، حين تم استبدال نرمين الفقي، لخلافات مع بدير، بعبير صبري التي انسحبت هي الاخرى لتحل مكانها حنان شوقي. وفي مسرحية "فيما يبدو سرقو عبده" انسحبت فايزة كمال لظروف الحمل والولادة واستكملت عبير صبري دورها. اما في مسرحية "البعبع" لسعيد صالح تأليف احمد الابياري واخراج عصام السيد فانسحبت شيرين وأكملت المسرحية سحر رامي. والأمر نفسه تكرر في مسرحية "خد الفلوس واجري" حين انسحبت هالة فاخر وحلت مكانها ميمي جمال. وعن أسباب انسحاب الممثلين قال المخرج محمود ابو جليلة ل"الوسط": "إنسحاب الممثلين يكون نتيجة خلافات انتاجية، ومع ذلك تستمر المسرحية لأنها لا تتوقف على شخص فقط وانما على فريق فني متكامل ونحن سنقوم بعرض مسرحيتنا خلال الموسم المسرحي الصيفي، على خشبة مسرح الانفوشي في الاسكندرية لمدة ثلاثة أيام على أن نقوم بإعداد مسرحية اخرى تعرض في الايام الثلاثة التالية وهي "دو ري مي فاصوليا" لسمير غانم ايضاً مع محمود القلعاوي وجيهان قمري وميمي جمال وغسان مطر ومن تأليف احمد الابياري واخراجي". ويقول المؤلف والمنتج احمد الابياري: "ينسحب الممثلون او الممثلات من العروض المسرحية عندما تتعارض مصالحهم مع استمرار العرض. فقد يرتبط ممثل بتصوير اعمال فنية في القاهرة في الوقت الذي ينتقل فيه العرض المسرحي الى الاسكندرية، أو يسافر الى الخارج. فيأتي قبل وقت كاف ويعتذر فإما ان يقبل المنتج اعتذاره او يرفضه". وعما اذا كان التهديد بالانسحاب محاولة لرفع الأجر يقول الابياري: "احياناً يلجأ البعض الى هذه الحيلة لكنه طالما هناك عقد واضح فمن حق المنتج التمسك بحقه وفي هذه الحالة لا يستطيع الممثل التعاقد مع فرقة ثانية وان كان من حقه ألا يعمل في المسرحية نفسها". ويضيف الابياري "العرض المسرحي المحترم لا يتوقف، وعندما تكون المسرحية ناجحة لا تتوقف على ممثل ينسحب أم لا، على خلاف النجم الذي ترتبط باسمه المسرحية".