يشهد الموسم المسرحي الصيفي في مصر زحاماً لم يحدث من قبل سواء في مسرح القطاع الخاص او العام. وتدور تساؤلات حول جدوى هذا الزحام، علماً ان المسرح شهد في اعوامه الاخيرة انصرافاً تاماً من قبل الجمهور، وفشلت غير مسرحية في السباق خلال الموسم المسرحي الماضي ومُنيت بخسائر ادت الى غلق ابوابها بعد ايام قليلة من العرض، في حين عُرضت معظم المسرحيات لمدة يومين او ثلاثة على الأكثر خلال الأسبوع. بحيث ان الفكرة السائدة التي باتت تسيطر على اذهان عدد كبير من الجمهور والعاملين في الوسط الفني ان المسرح اصبح عبارة عن مجموعة كبيرة من النكات المحفوظة والمتداولة في الشارع الى جانب الحركات التي يأتي بها الممثلون في محاولة لاستخلاص ابتسامة من الجمهور. ومع هذا يشهد الموسم المسرحي هذا العام تعامل مخرجين مع المسرح للمرة الاولى، وكذلك وقوف نجوم على المسرح للمرة الاولى ايضاً، الى جانب استحداث اسماء غريبة اتخذت كعناوين لغير مسرحية. وفي الوقت الذي تقدم فيه فرق مسرحية عروضها للعام الثاني او الثالث على التوالي، دخلت حلبة السباق مسرحيات اخرى جديدة. وابرز المسرحيات التي يعاد عرضها خلال الموسم الحالي مسرحية "بودي غارد" من بطولة عادل امام ورغدة وتأليف يوسف معاطي واخراج رامي امام، وهي تُعرض للعام الثاني على التوالى على خشبة مسرح الهرم في القاهرة وتعد المسرحية الوحيدة التي استقطبت اثناء عرضها عدداً كبيراً من الجمهور المصري والعربي نظراً الى الشعبية الكبيرة التي يحظى بها عادل امام بين جمهوره. ويعيد محمد هنيدي للعام الثاني على التوالي مسرحيته "عفروتو" على خشبة مسرح الزمالك وكانت هذه المسرحية حققت نجاحاً عند بداية عرضها في الصيف الماضي وتحدث الجميع عن منافسة شديدة تدور بين "عفروتو" و"بودي غارد" وتدور حول ايهما يحقق ايرادات اعلى. لكن "عفروتو" سرعان ما لقيت المصير نفسه الذي لقيته باقي العروض حيث كانت تعرض لمدة يوم او اثنين خلال الاسبوع. ومن المسرحيات التي يعاد عرضها للعام الثاني على التوالي "كيمو والفستان الازرق" على المسرح المصري في شارع قصر العيني، وهي من تأليف فيصل ندا وبطولة يحيى الفخراني وسوسن بدر ونهلة سلامة واخراج السيد راضي، وكان القائمون عليها يأملون ان تحقق نجاحاً كبيراً نظراً لانها تدور حول قصة الرئيس الاميركي كلينتون، وفضيحته مع سكرتيرته مونيكا لوينسكي. ولكن سرعان ما انصرف الجمهور عن الفستان الازرق الى درجة انها كانت تُعرض لمدة يوم واحدة كل اسبوع او اسبوعين. وكذلك كانت حال مسرحية "انا ومراتي ومونيكا" من تأليف يسرى الابياري وبطولة سمير غانم ونرمين الفقي ومحمود القلعاوي واخراج محمود ابو جليلة، وتُعد هذه المسرحية الوحيدة التي ظلت عروضها قائمة طوال الموسمين الصيفي والشتوي السابقين، حيث عُرضت طوال الصيف على مسرح العبد في الاسكندرية، ومع بداية الموسم الشتوي انتقلت الى مسرح قصر النيل في وسط القاهرة وان كانت اعتمدت في عروضها على خلو الساحة من مسرحيات اخرى، الا انها لم تحقق النجاح المأمول. اما مسرحية "حودة كرامة" لأحمد ادم وصلاح عبدالله وعبير صبري وغادة عبدالرازق وصفوة واخراج جلال الشرقاوي، فانها تعد اقدم مسرحية في حلبة السباق حيث انها تُعرض للعام الثالث على التوالي على مسرح الفن، ويزداد الاقبال عليها عاماً بعد عام خصوصاً بعد النجاح الذي يحققه أبطالها سواء في مجال السينما او التلفزيون الى جانب كمية الرقص الهائلة التي تحتويها المشاهد. ويُعيد محمد صبحي للعام الثاني على التوالي على خشبة مسرح راديو ثلاث مسرحيات اسبوعياً للمرة الاولى في تاريخ المسرح بمعدل مسرحية كل يومين. ومن المسرحيات الجديدة التي تنضم الى حلبة السباق هذا الصيف "شقع .. بقع" من تأليف محمد ابو زيد وبطولة احمد بدير وعايدة رياض وعزة بهاء وحسن الاسمر واخراج شاكر خضير،وتُعرض على مسرح العبد في الاسكندرية. وتعد هذه المسرحية الثالثة لمؤلفها الذي قدم من قبل مسرحيتي "حمري جمري" لصابرين وحسن الاسمر واخراج فهمي الخولي و"جوز ولوز" لاحمد بدير وعايدة رياض واخراج هاني مطاوع. ويقول ابو زيد ل"الوسط" عن مسرحية "شقع .. بقع": "شقع يقصد بها الاشخاص الاثرياء الذين لا يشعرون بالآخرين اما بقع فهم ابناء الطبقة الدنيا، وأنا أرى ان المجتمع اصبح طبقتين لا ثلاثة كما كان في السابق، والطبقتان الموجودتان هما أناس يقبلون الحرام، واخرون لا يعرفون كيف يصلون اليه؟ ومن هذا المنطلق كانت مسرحية "شقع بقع".." وتولى المخرج محمد النجار اخراج اول مسرحية له عنوانها "عسل البنات" والتي تعرض على مسرح الهوسابير من تأليف يوسف معاطي وبطولة شيرين والمنتصر بالله ومحمود قابيل. وهذا الاخير تعد هذه اول تجربة مسرحية له. وعلى مسرح الفردوس يقدم اشرف عبدالباقي مسرحيته الجديدة "حلو وكداب" من تأليف مدحت يوسف واخراج محسن حلمي ويشاركه البطولة وحيد سيف وشيرين سيف النصر التي عادت الى الوسط مرة ثانية بعد اعتزال دام اربعة اعوام لظروف زواجها وسفرها. وعلى مسرح ستراند في الاسكندرية تُعرض المسرحية الجديدة "اي انديو حانجننوه" من تأليف يسري الابياري واخراج حسن عبدالسلام من بطولة محمد نجم وسيد زيان وفريدة سيف النصر وهند عاكف التي حلت في اللحظات الاخيرة بدلاً من ايناس مكي التي كانت اعترضت على وضع اسمها في الافيشات بعد سيف النصر. وكانت مشاكل اخرى حدثت بسبب الافيشات بين نجوم هذه المسرحية حلت بوضع اسم زيان على صورة نجم والعكس واستبدال مكي بعاكف. وحدثت المشكلة نفسها ترتيب الاسماء في مسرحية "زكية زكريا والعصابة المفترية" من تأليف شامخ الشندويلي واخراج رائد لبيب والتي تُعرض على خشبة مسرح البالون من بطولة ابراهيم نصر الذي رفض ان يكتب اسم احد غيره على المسرحية، وهي تدور حول شخصية زكية زكريا التي كان جسّدها في رمضان الماضي، من خلال برنامج "الكاميرا الخفية" مع نفس المؤلف والمخرج. اما علاء ولي الدين فقرر خوض اول بطولة مسرحية له والتي اجلت من العام الماضي وعنوانها "حكيم عيون" ويشاركه بطولتها كريم عبدالعزيز واحمد حلمي، وغادة عادل وحجاج عبدالعظيم ويخرجها هاني مطاوع. واخيراً على خشبة مسرح السلام تُعرض مسرحية "حبيبي يا" بطولة سلوى خطاب وخالد الصاوي ونهى العمروسي واخراج سمير العصفوري.