بعد احتلال القوات الروسية بلدة شاتوي، آخر معقل محصن للمقاتلين الشيشان، سارع الجنرال غينادي تروشيف الذي نفذ هذه العملية الى الاعلان عن انتهاء الحملة العسكرية وإحالة مهام التمشيط وتصفية "فلول الارهابيين"، على حد قوله، الى الشرطة وقوات وزارة الداخلية بدلاً من الجيش الذي ينتظر أن يسحب ما يزيد عن الحاجة من قواته في الشيشان الى ثكناتها ومواقعها الأساسية. ولم يفهم من تصريح الجنرال تروشيف على وجه التحديد ما إذا كان يقصد نهاية المقاومة الشيشانية المنظمة أو بداية حرب الأنصار الفعلية. ولم ينطق أحد من العسكر الروس بكلمة "النصر"، كما لم يرفع أحد من المجاهدين راية الاستسلام. وكان التضارب واضحاً في أقوال الجنرال، فهو لم يستبعد مقتل أبرز القادة الميدانيين الشيشانيين مثل خطاب وباسايف ومشهدوف بين حوالي مئتي جثة ظلت على أرض المعركة في شاتوي. لكنه أضاف ان بقايا المقاتلين لاذوا بالفرار في اتجاهين صوب الحدود الجورجية والى مدينة اوروس مارتان. وقال ان القادة الميدانيين مضوا مع المجموعة الأولى وأن قواته أجهزت على الفارين وأسرت 29 شخصاً، إلا أن أحداً من أولئك القادة لم يكن بين الأسرى. من جهة أخرى التقى وزير الدفاع الروسي الماريشال ايغور سيرغييف رئيس الجمهورية بالوكالة فلاديمير بوتين وأبلغه رسمياً بالعملية الناجحة "لتحرير" شاتوي وتسعة مراكز سكنية قربها. إلا أنه أكد في أعقاب هذا اللقاء، وكأنه يرد على تسرع الجنرال تروشيف، ان الاعلان عن نهاية الحرب سابق لاوانه، وأن إحالة مهام الجيش ووزارة الدفاع الى قوات وزارة الداخلية لن تتم الا بعد توافر المستلزمات الضرورية لتلك القوات. وقال الماريشال سيرغييف ان الفرقة الآلية الثانية والأربعين ستبقى في الشيشان على أساس دائم وسترابط وحداتها في كالينوفسكايا وخنقلا وشالي وأتومكلا. لكن الاستخبارات الروسية أكدت لاحقاً أن جميع القادة الميدانيين الشيشانيين أحياء يرزقون. فقد أفلتوا من كماشة الجنرال تروشيف .