قتل ما لا يقل عن 15 مظلياً روسياً ودمرت آليات تحمل ذخائر ومؤونة في مكمن نصبه الشيشانيون لقافلة روسية قاده اثنان من المتطوعين العرب، فيما رفض قائد القوات الفيديرالية في الشيشان غينادي تروشيف وقف النار وقال ان التفاوض مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف سيكون "خيانة للجيش". وحاول الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان يخفف من صدمة الخبر فذكر ان الكمين أدى الى مصرع خمسة وجرح تسعة من القوات الروسية واعطاب شاحنتين. الا ان وزير الدفاع ايغور سيرغييف ذكر ان الحادث الذي وقع مساء الاحد قرب بلدة سيرجين يورست اودى بحياة 15 مظلياً وتدمير خمس شاحنات للذخائر والمؤونة وصهريج لنقل البنزين. وكان الشيشانيون نصبوا عدة مكامن الشهر الماضي قدر عدد القتلى فيها من الجانب الروسي ب200 شخص، إلا أن القتلى كانوا من جنود وزارة الداخلية، في حين استهدف المكمن الأخير المظليين الذين يعدون "نخبة المحاربين". ولم تتمكن طائرات الهليكوبتر المرافقة للقافلة الروسية من اكتشاف المقاتلين الذين اختبأوا عند سفوح جبلية واستخدموا قذائف موجهة وهاونات ثم اطلقوا نيران الأسلحة الخفيفة. وذكرت مصادر شيشانية ان عدد القتلى من الجانب الروسي زاد على 80 شخصاً، فيما أكدت موسكو انها فقدت 15 وتمكنت من قتل 20 شيشانياً وأسر 12 من أصل 60 مهاجماً. وذكر متحدث باسم القيادة الروسية ان المكمن أعده محترفون بقيادة اثنين من العرب يعرفان ب"أبو جعفر" و"ابو وليد" وينتميان الى مجموعة القائد العربي الأصل خطاب. ويأتي هذا الحادث بعد أيام من عرض قدمه مسخادوف لوقف النار من جانب واحد لتهيئة أجواء للشروع في مفاوضات ويرى المراقبون ان الحادث ربما سبب احراجاً للرئيس الشيشاني وأصبح تعبيراً عن استياء القادة الميدانيين الراديكاليين من مواقفه. وفي حال تصعيد العمليات يمكن ان تتوقف المساعي الرامية الى وقف الحرب ويبذلها عدد من رؤساء جمهوريات القوقاز الذين يتوسطون بين موسكو ومسخادوف. ومن المفارقات ان جهود السلام تواجه بمعارضة من المتشددين الروس والشيشانيين على السواء. ففي حديث الى تلفزيون "ان. تي. في" قال قائد القوات الفيديرالية في الشيشان غينادي تروشيف "لا يجوز ان يسمح لمسخادوف بالجلوس الى طاولة المفاوضات" وفي تحذير مبطن الى الرئيس فلاديمير بوتين الذي قال ان مسخادوف يمكن التفاوض معه بشروط قال الجنرال ترودشيف ان مثل هذه المفاوضات ستكون "خيانة للجيش". وأضاف ان القوات المسلحة "انجزت مهمتها وواجب السياسيين الآن أن يكملوا ما فعلناه ولكن ليس عبر التفاوض مع مسخادوف". وهكذا يضع الجنرال شروطاً على القيادة السياسية، على رغم انه لم يتمكن من احتواء المقاومة الشيشانية ميدانياً. وقرأ تروشيف مقاطع مما قال انه نداء وجهه مسخادوف الى جنوده وجاء فيه "عما قريب سنطرد العدو من أرضنا وبعد ان يخرج الروس سنبيد الخونة الذين باعوا أنفسهم الى روسيا". وأشار في موقع آخر الى ضرورة "ضرب الروس ووقفهم ... وهم سيتفاوضون معنا ان لم يكن اليوم فغداً وعلينا ان نتحلى بالصبر". واعتبر الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف الاستشهاد بهذه المقاطع كافياً لكي يتراجع عن دعوته الى التفاوض مع مسخادوف. واضاف في حديث صحافي امس "اي مفاوض هو مسخادوف بعد هذه التصريحات!". والغريب ان غورباتشوف "لم ينتبه" الى التعابير التي يستخدمها الجانب الروسي ابتداء من الرئيس فلاديمير بوتين في حديثهم عن مسخادوف وأقل ما قالوا فيه انه "مجرم" و"قاطع طريق" ودعوا مراراً الى "ابادته".