} اعتبرت موسكو سقوط بلدة شاتوي الجبلية في الشيشان دليلاً على "انتهاء العمليات الواسعة النطاق" هناك. وأكدت انها ستبدأ سحب قواتها من ساحة المعركة قريباً فيما توقع قادة عسكريون استمرار القتال في الغابات والجبال. وساد لغط حول مصير الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي أفيد انه كان ورفاقه في البلدة، لكن مصادر عسكرية روسية اكدت ان المجموعات الشيشانية تمكنت من اللجوء الى وادي ارغون. دُعي مراسلون ميدانيون امس الثلثاء الى مشاهدة مراسم رفع العلم الروسي فوق شاتوي التي كانت القوات الروسية دخلتها مساء اول من امس. وقال الجنرال غينادي تروشيف نائب القائد العام للقوات الروسية في القوقاز ان سقوط شاتوي يعني "انجاز العملية العسكرية الواسعة النطاق" والاجهاز على القوات الأساسية للشيشانيين. لكنه اضاف ان مجموعات صغيرة انتشرت في الغابات والمغارات الجبلية وقال انها "سوف تُطارد وتُباد". وأكد تروشيف ان الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف كان في شاتوي مع عدد من كبار القادة الميدانيين. ورجّح ان يكونوا "ابيدوا جميعاً". الا ان وكالة "انترفاكس" نقلت عن مصادر عسكرية روسية رفيعة المستوى، ان مجموعة كبيرة من المقاتلين بقيادة رسلان غيلاين تمكنت من كسر الطوق والهبوط الى وادي ارغون، ورجّحت ان يكون بينها مسخادوف والقائد العربي الاصل خطاب ورفيقه شامل باسايف الذي فقد احدى ساقيه اخيراً. وكانت معركة شاتوي بدأت قبل اسبوعين وتمكنت القوات الروسية من قطع الاتصالات بين البلدة المحاصرة والقرى المحيطة بها. واستخدمت عشرات من راجمات "غراد" والطيران والمدفعية لضرب شاتوي التي لم يبق فيها بناء واحد لم تَطُله القذائف. وشاهد المراسلون جثثاً في شوارع البلدة، وأبلغوا ان عدداً منها ل"مرتزقة عرب". وقدر الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي عدد القتلى من الشيشانيين في شاتوي بأكثر من 150. وأكد ناطق باسم قيادة القوات الروسية ان "الانتصار" في شاتوي، يمهد للشروع في سحب وحدات وزارة الدفاع الى مواقع مرابطتها الدائمة، على ان تبقى في الأراضي الشيشانية فرقة مشاة ووحدات مساندة تعدادها الاجمالي 25 الف عنصر. وأوضح الجنرال تروشيف ان انسحاب الجيش لن يبدأ الا بعد اسبوعين او ثلاثة ريثما تتم السيطرة على عدد من القرى الجبلية النائية التي ما زال فيها مقاتلون أو نقاط ارتكاز. وقال ل"الحياة" خبير عسكري ان موعد الانسحاب سيكون "مطاطياً" ويرتبط بالتطورات الميدانية التي قال انها قد تكون "مفاجئة". ونبه الى ان عدداً من ابرز القادة الميدانيين ما زال على قيد الحياة. ولم يستبعد ان يكون الشيشانيون انسحبوا من شاتوي في اتجاه الجبال حيث سيعاودون نشاطهم حالما تذوب الثلوج ويوفر لهم موسم الربيع "غطاء اخضر". الى ذلك لاحظ المراقبون ان اعلان "سقوط" شاتوي تم في اليوم الأخير من شباط فبراير وذلك كي لا يقال ان العسكريين لم يفوا بوعودهم بإنهاء الحرب قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 26 آذار مارس الجاري.