} أثارت مشاهد بثها تلفزيون روسي لجثث مواطنين شيشانيين بدت عليها علامات التنكيل، ضجة كبرى في موسكو، ما دفع الكرملين الى التأكيد على ضرورة فتح تحقيق في ممارسات الجنود الروس في الشيشان. كذلك أثارت المشاهد التي صوّرها صحافي الماني موجة استنكار في الغرب، بعدما بثتها قنوات تلفزيونية في انحاء العالم. عرض تلفزيون "ان. تي. في" الروسي شريطاً صُوّر الثلثاء الماضي قرب بلدة غايتي غرب غروزني. واكد المصور وهو مراسل الماني انه يظهر شيشانيين اعتقلوا اثناء "تمشيط" بلدتهم ثم أعدموا في ضواحيها بعد تعذيبهم وقطع آذان العديدين منهم. واكد مكتب شركة "ان. 24" التلفزيونية الالمانية في موسكو، ان ما عرض هو جزء من فيلم التقط ميدانياً وأُرسل الى الشركة الأم وهي "برو 7 ديجيتال ميديا"، واشار الى ان التصوير جرى علناً وبموافقة عسكريين روس. وادى عرض الشريط الى احراج موسكو التي بدأت فيها محادثات صعبة مع المفوض الاوروبي لحقوق الانسان الفارو هيل روبليس الذي التقى امس وزير الخارجية ايغور ايفانوف وطلب موافقة للسفر الى الشيشان ودرس الاوضاع ميدانياً هناك. واعتبر العقيد اوليغ اكسيونوف الناطق باسم وزارة الداخلية ان الشريط "لُفق في مناسبة زيارة روبليس". وقال ان الجثث هي لقتلى اثناء معارك. واشارت وزارة الامن الى ان اعدام المعتقلين "مستحيل" ورجح الناطق باسمها الكسندر زدانوفيتش ان تكون الجثث لشيشانيين "أُبيدوا" اثناء اشتباكات، لا لأسرى او معتقلين. الا ان سيرغي ياسترجيميكس مساعد رئيس الدولة لشؤون التغطية الاعلامية للحرب، طلب "عدم التسرّع"، وقال ان الفيلم "مادة جدية تقتضي دراسة شاملة". وطلب من النيابة العامة ان "تولي اهتماماً خاصاً" لملابسات مصرع الشيشانيين. وكانت مشاهد من الفيلم أظهرت جثة شيشاني مربوطة بحبل الى شاحنة تجرّها وسط الأوحال نحو حفرة كُومّت فيها جثث اخرى بدت عليها آثار التعذيب قبل ان ينهال فوقها التراب. وبدأت امس تحقيقات في الموضوع. وذكر رئيس النيابة العسكرية يوري ديوسين انه سيشرف شخصياً عليها لمعرفة "الانتهاكات المحتملة". واضاف انه اذا اتضح ان ما عرض يطابق الحقيقة فان "المذنبين سينالون العقاب". وأعرب المفوض الاوروبي لحقوق الانسان عن امله في ان "يتم فعلاً العثور على المذنبين". وذكر اثر لقائه ايفانوف امس انه اعرب عن رغبته في التوجه الى غروزني وقال ان "عقبات تكتيكية" يمكن ان تزال قبل السفر. واكد وزير الخارجية الروسي ان روبليس سيتوجه فعلاً الى العاصمة الشيشانية برفقة فلاديمير كالامانوف ممثل رئيس الدولة لحقوق الانسان. ولكنه اكد انه "لن توجه دعوات الى مراقبين اجانب" لمراقبة التحقيق في الاعدمات المفترضة التي صوّرها التلفزيون الالماني. وطالب رئيس الوزراء السابق، سيرغي ستيباشين باتخاذ "اجراءات صارمة" ضد المسؤولين عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين. واضاف ان الغالبية الساحقة من منسوبي القوات الروسية تؤدي الواجب. ولكن "حفنة اوغاد يمكن ان تضرّ بنتائج العملية العسكرية". وأيّد ستيباشين وهو نائب في البرلمان حالياً طلب الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين تمديد العفو عن الشيشانيين الذين يلقون سلاحهم حتى 15 ايار مايو بعدما انتهى مفعول العفو في مطلع الشهر الجاري. ووافق مجلس الدوما على الطلب بغالبية ساحقة. واكد ستيباشين ان القرار قد يؤدي الى حقن الدماء. وذكر بوتين لدى افتتاح اجتماع لمجلس الامن القومي امس، ان على موسكو "واجباً مقدساً" يتمثل في اعادة بناء الهياكل الحكومية والاقتصاد في الشيشان. واضاف ان هذه الجمهورية "سقطت من دائرة الحضارتين المسيحية والاسلامية … ومن الحيز الحقوقي لروسيا". واضاف ان السلطات الروسية ستكون عاجزة عن تقويم الاوضاع من دون الاستناد الى السكان المحليين. وميدانياً، واصلت القوات الروسية هجومها على بلدة شاتوي الجبلية، وذكر نائب قائد القوات الروسية في القوقاز غينادي تروشيف ان "مهمة الجيش ستكون انتهت" بسقوط شاتوي. ونفى تروشيف نبأ أوردته وكالة الانباء الاسبانية عن مصرع 33 مظلياً روسياً قصفتهم بالخطأ المدفعية الروسية لكنه اعترض ضمناً بأن "في الحرب هناك قتلى". واكدت وكالة "انترفاكس" ان مظليين قتلوا لكن في مكمن قرب شاتوي.