أكدت الشاعرة السعودية المشاركة في مسابقة شاعر المليون مستورة الأحمدي أن الساحة الشعبية لا تخلو من الشوائب التي تساعد العادات على تعزيزها بما تفرضه على المرأة من سرية تعامل مع الآخر، فيطمع الذي في قلبه مرض فيها، ما يجبر المرأة للتغافل أو الانسحاب بصمت خوفاً وحذراً، مشيرةً إلى أنها ضد كل فكر مؤامرة وحرب وعداء. وأضافت في حوار مع"الحياة"، أن السبب في كتابتها باسم مستعار قبل شاعر المليون نتاج لحذرين، أولهما أذى محتمل ناتج عن رفض عميق لظهور المرأة، والآخر امتداد للأول فالشعر ما لم يلامس الوجدان ويفرز المشاعر ليس شعراً، وهذا يعتبر لدى شريحة اجتماعية كبيرة أن تكتب المرأة شعراً عاطفياًّ، يسوق تأويل كل ما تُنتج بشكل سلبي، ويؤدي إلى التنفير منها أو الطمع فيها. ماذا أضاف شاعر المليون للشاعرة مستورة الأحمدي؟ - ما تضيفه الشمس للبستان، فبرنامج شاعر المليون يضيف الكثير للشعراء المشاركين فيه. العادات والتقاليد لم تقفا عائقاً أمام مشاركتك؟ - العادات والتقاليد تقفان أمام الكثير من خطواتنا للأمام، ولكننا يجب أن نفكر من وضع تلك العادات والتقاليد، وفي من هم أفضل منا في وضعها. ألا يحق لنا أن نضع عادات أخرى متطورة تتناسب مع البيئة والحياة الآن، ومن له حق قول"لا"عندما لا يقولها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هل شاعر المليون خدم الشعر النسائي؟ - شاعر المليون فكرة رائدة تهدف لخدمة الشعر عموماً، وأعتقد أن فكر من ابتكروه أرقى من تقسيم الشعر جنسياً لرجالي ونسائي وهذا ما نلمسه ولله الحمد. شاعر المليون خدم الشعر الشعبي والموروثات ونفض الغبار عن كثير من الأمور المكدسة في مستودعات الذاكرة الشعبية وبذكاء ترك للمتلقي حرية وضع لمسات التجديد المناسبة حتى تتم الاستفادة من قديمنا في حياتنا الحديثة. تأهلت إلى مراحل متقدمة من البرنامج... ماذا يعني لك ذلك؟ - يعني لي الكثير، يكفي أنه كما تصفه تقدم وأي عاقل لا يفرح بالتقدم! أين أنت قبل شاعر المليون؟ - موجودة في زوايا الشعر التي لا تصلها الضياء إلا بعناء ما كنت أكلف نفسي به ولا أغامر من أجله...لأني كنت أتبنى قول جدنا المتنبي: إذا غامرت في شرفٍ مروم فلا تقنع بما دون النجوم. ولم يكن المتاح ليصل بي لجزء من غاياتي لذلك لم أتشجع للمغامرة إلا عندما وجدت لها باباً أوسع. هل أصبحت المنابر الخليجية مكاناً لبروز الشاعرات السعوديات؟ - المنابر التي تليق بالشعر قبلة الشاعر أينما تكون، والشاعرة السعودية تتمنى وتسعى لتجد ذلك حيث تحب وتريد، إلا أن البدايات ما زالت تعاني من التخبط هنا، ومن غير المستغرب أن تمتاز المنابر الأسبق والأكثر خبرة. ما تقويمك للشعر النسائي في المملكة؟ - التقويم لا يأتي من خاضع له راغب فيه...لابد من أن يتم التقويم من متلق أو ناقد أو مهتم محايد، ولكني متفائلة جداً. تكتبين باسم مستعار قبل شاعر المليون. ما السبب في ذلك؟ - الاسم المستعار نتاج لحذرين، أولهما أذى محتمل ناتج عن رفض عميق لظهور المرأة، والثاني يعتبر امتداداً للأول فالشعر ما لم يلامس الوجدان ويفرز المشاعر ليس شعراً، وهذا يعتبر كبيرة اجتماعية أن تكتب المرأة شعراً عاطفياً، ويسوق لتأويل كل ما تُنتج بشكل سلبي يسوق لتنفير منها أو طمع فيها. هل الشاعرات السعوديات محاربات في الساحة الشعبية؟ - أنا ضد كل فكر مؤامرة وحرب وعداء، لكن الساحة الشعبية لا تخلو من الشوائب التي تساعد العادات على تعزيزها بما تفرضه على المرأة من سرية تعامل مع الآخر، فيطمع الذي في قلبه مرض، وتضطر المرأة للتغافل أو الانسحاب بصمت خوفاً وحذراً. ماذا يدور في بال مستورة الأحمدي عقب شاعر المليون؟ - مشكلة شاعر المليون أنه قمة، وبعد القمة لا يوجد إلا خيار النزول أو الاسترخاء، ولكني مسكونة بجنون التحليق منها.