يقول استشاري أبحاث البيئة في الجامعة الدكتور عبدالعزيز السويلم:"يجري فريق من العلماء حالياً، مجموعة عمليات مسح سريعة في الجزء الأول من المشروع، لتقويم تنوع الأنواع المرجانية ووفرة كل من الشعاب المرجانية والأسماك التي تعيش في هذه الشعاب، بين ينبع وشواطئ فرسان. ويجري حالياً تحديد حجم مجتمعات الأسماك المرجانية وأسماك الشعاب، باستخدام دراسات الغوص بأجهزة التنفس تحت الماء سكوبا المعيارية في أربع شعاب مرجانية داخل عدد من المواقع على طول ساحل المملكة على البحر الأحمر. وشملت الدراسة الأولى مشاركين من جامعة الملك عبدالله، وأرامكو السعودية". ويقوم العلماء في الجزء الثاني من المشروع، بتحليل نمو وصحة الشعاب المرجانية في المناطق القريبة من ثول، وجدة، ورابغ. وتمثل المواقع مجموعة من الشعاب المرجانية الصحيحة والظروف الناشئة من التجريف، والتنمية الصناعية، ودرجات الحرارة المرتفعة للمياه. وسيقوم الباحثون على مدى فصول عدة، بقياس بعض المركبات في الأنسجة المرجانية الحية الدهون التي تعد مؤشرات على صحة الشعاب المرجانية أو إجهادها. وسيحددون أيضاً كيف يؤثر الضوء، ودرجة الحرارة، وصفاء المياه، والغذاء، والرواسب والمواد الكيماوية في مياه البحر في هذه المناطق على نمو الشعب المرجانية. وتقوم الشعب المرجانية النامية يومياً ببناء طبقات من الهيكل من كربونات الكالسيوم تحفظ سجلاً كيماوياً لأحوال البحر، أي أن المواد الكيماوية الموجودة بكميات ضئيلة في مياه البحر تدمج في هياكل الشعاب المرجانية. وعندما تتغير درجة حرارة البحر وتكوينه، تترسب مقادير مختلفة من المواد الكيماوية الضئيلة في صلب طبقات الهياكل. ويستطيع العلماء عندئذ تحليل هياكل الشعب المرجانية القديمة، لإعادة تشكيل الظروف البيئية خلال القرن الماضي. ونظراً لأن الشعاب المرجانية تدمج في هيكلها سجلاً دائماً لظروف البحر خلال نموها، لذلك يستطيع الباحثون أن يحددوا الإجهاد البيئي واستجابة المرجانيات من خلال تحليل الشعاب المرجانية القديمة. ويضيف السويلم أنه"في مشروع الشعاب الثالث، سيقوم العلماء أولاً بفحص أنسجة الشعاب، واستخدام تقنية"لعلامات الحيوية الجزيئية"، لتقويم صحة الشعاب المرجانية. وسيقومون أيضاً بتربية الطحالب التي تعيش في الشعاب في درجات حرارة مختلفة، لتحديد العلامات الكيماوية المميزة للإجهاد في السلالات التي لها قدرات مختلفة على تحمل الحرارة، إضافة لما سيقوم به العلماء من تطبيق لهذه النتائج في دراسات هياكل الشعاب المرجانية لقياس هذه العلامات الحيوية والمواد الكيماوية الأخرى.