لم تكن الجماهير الاتحادية في حاجة إلى مشاهدة رئيس ناديها منصور البلوي وهو يلتقط صورة للذكرى الجميلة مع اللاعب العالمي البرتغالي لويس فيغو، وبينهما القميص الاتحادي الأصفر المخطط بالأسود ذي الرقم 7، الذي كان البلوي يمنّي النفس بأن يلبسه فيغو أثناء المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه وسائل الإعلام العالمية في فندق أبراج الإمارات في دبي صباح الخميس الماضي، قبل أن يسجل حالاُ من الفشل الذريع بعد رفض اللاعب الحضور، وبالتالي اعتذار الرئيس الاتحادي الذي أصبح موقفه محرجاً أمام الجميع، واكتفى المدير العام للاتحاد رأفت التركي ووكيلة أعمال اللاعب مريم أبوخضور بعبارة"المفاوضات ما زالت جارية بين الطرفين". وانتابت الجماهير الاتحادية خصوصاً والسعودية والعالمية عموماً، حال من الذهول العجيب، بعد إعلان البلوي عن انتقال فيغو للاتحاد بعد ستة أشهر من الآن، وعدم إمكان مشاركته مع"عميد الأندية السعودية"إلا مع بداية الموسم الكروي المقبل، بعد مفاوضات طويلة كانت أشبه بالمسلسلات المكسيكية، وكانت نهايتها مؤلمة وحزينة للجماهير الاتحادية، التي ظلت على أعصابها تتابع فصول المفاوضات وتنتظر وصول اللاعب إلى جدة بعد أيام كما أكد البلوي، قبل أن يسدل الستار عليها أخيراً باستمرار فيغو مع فريقه الحالي انترميلان الإيطالي وعدم مجيئه لفريق الاتحاد في الفترة المقبلة. وما زاد من غرابة رئيس الاتحاد منصور البلوي هو تأكيده بعد صورة الذكرى الشهيرة أن فيغو سيدعم الاتحاد عقب شهر حزيران يونيو المقبل، من دون أن يوثق ذلك بعقود مبرمة بين الطرفين، على اعتبار أن ذلك يخالف أنظمة الاتحاد الدولي ولوائحه، ومكتفياً بصورة مع اللاعب لا تسمن ولا تغني من جوع، كان الهدف منها امتصاص غضب الجماهير الكبيرة والغفيرة الحالمة برؤية العالمي البرتغالي لويس فيغو يوقع في الكشوفات الاتحادية، لا سيما بعد الوعود والتأكيدات التي أطلقها البلوي في الأيام القليلة الماضية، والرحلات المكوكية التي قام بها إلى ميلانو الإيطالية ودبيالإماراتية والمنامة البحرينية قبل أن يصدر البيان النهائي عن الصفقة العالمية الوهمية. وبغض النظر عن الكلفة الإجمالية الباهظة التي قاربت 40 مليون ريال، فإن صفقة فيغو باتت في مهب الريح، نظراً إلى عدم وضوح موقف اللاعب وعدم حماسته في المجيء إلى الدوري السعودي ورغبته في الاستمرار مع انترميلان الإيطالي، على رغم إعلان البلوي تكفله بدفع الشرط الجزائي لإنترميلان في حال فسخ عقد فيغو، إضافة إلى تقدم اللاعب في العمر وقرب وصوله من سن ال 35 عاماً، وهو عمر متقدم جداً للاعب الكرة لا يجعله يقدم ولو ربع مستواه الفني المعروف عنه في الملاعب الكروية. ويخفى على الكثيرين أن فترة رئاسة البلوي المقدرة بأربع سنوات شارفت على الانتهاء ولم يبقى منها إلا أشهر معدودة، ربما هي أقل من فترة الستة أشهر التي أعلن أن فيغو سينتقل بعدها إلى الاتحاد، وربما لا يستمر البلوي في مهمته الإدارية بعد الاختلافات الكبيرة مع أعضاء شرف مهمين ومؤثرين في القائمة الاتحادية أدت إلى ابتعادهم عن النادي في الأشهر الماضية، ما يجعل استمراره لفترة رئاسية مقبلة مستحيلاً، ومع رحيله سيتأكد فشل صفقة العجوز البرتغالي التي شغلت الوسط الرياضي العالمي في الأسابيع الأخيرة. وبعد انتهاء السيناريو الممل لمسلسل فيغو والاتحاد وفشل صفقة الانتقال في الفترة الحالية، فإن الجماهير الرياضية الاتحادية والسعودية تتساءل عن المستفيد الحقيقي من الصفقة العالمية الوهمية التي غابت فيها العقود وحضرت الوعود غير الإلزامية، وعن الطرف الذي لعبها صح وضحك على الآخر سواء البلوي بثروته المالية أم فيغو بشهرته العالمية وسط حيرة وأحزان كبيرة تنتاب الجماهير الاتحادية التي كانت تترقب وبلهفة وشوق انضمام اللاعب العالمي الذي أعلنه البلوي، قبل أن تتأكد بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن انضمامه كان مجرد صورة فوتوغرافية للذكريات الجميلة وليس لتمثيل الاتحاد عبر الميادين الكروية، كما تفعل الأندية العالمية مع أباطرة الكرة في مختلف الأزمنة والأصعدة والمستويات على حد سواء.