عندما أعلن رئيس الاتحاد منصور البلوي عن تعاقد ناديه رسمياً مع البرتغالي لويس فيغو شعرنا جميعاً بالارتياح، على اعتبار أننا سنشاهد لاعباً مهماً في الملاعب السعودية سيعيد الجماهير مجدداً الى المدرجات وسيزيد من قوة المنافسة في الدوري المحلي. وعندما دعا البلوي بلغة الواثق الصحافيين الى مؤتمر صحافي في"أبراج الامارات"لتغطية مراسم توقيع فيغو للاتحاد كان من الصعب التشكيك في الأمر، خصوصاً أنه أعلن الخبر بنفسه بالصوت والصورة مؤكداً أن فيغو سينضم الى"العميد"اعتباراً من كانون الثاني يناير الجاري.وفي يوم المؤتمر الصحافي كنت على بعد دقائق من أبراج الامارات إلا أنني راهنت على ترك فيغو لفريقه الحالي بعدما قرأت ما قاله مدرب الأنتر روبرتو مانشيني ورئيسه ماسيمو موراتي عن فيغو، ولذلك فضلت عدم الذهاب الى المؤتمر الذي اصطلح الإعلاميون العرب ممن حضروه على تسميته ب"مؤتمر مريم أبو خضور"بعدما غاب فيغو ولعبت مندوبة الوكالة التي تتبنى المفاوضات دور الدوبلير في"المسرحية". ومن أجمل التعليقات التي سمعتها عقب فشل المؤتمر تلقائية زميلنا كفاح الكعبي حين قال:" كنت متأكداً من عدم حضور فيغو، لكنني حضرت مع بقية الصحافيين بداعي الفضول". وحقيقة لا يلام الكعبي وبقية رفاق المهنة، لأنهم صدقوا الكذبة على اعتبار أن الدعوة صدرت من رئيس ناد يمتلك من القدرة والأهلية، وهو ما يجعله مسؤولاً عن كلامه. وتحدثت يومها الى الصديق جاسم السيد الذي يدير وكالة تعاقدات في لندن كالتي تعمل فيها السيدة أبو خضور وقال لي إنه استغرب من تسرع البلوي في اعلان انتقال فيغو الى الاتحاد من دون أن يحصل على موافقة النادي الايطالي، خصوصاً أن قوانين الاتحاد الدولي تحظر التعاقد مع اللاعبين والمدربين قبل انتهاء عقودهم السارية، ورجّح جاسم أن يكون الثري السعودي قد راح ضحية"التلاعب"الذي يمارسه بعض سماسرة الوكالات الذين لا يتورعون في تقديم التأكيدات والوعود المعسولة من دون ضمانات. وأكد صديقي أن فيغو لن يستطيع اللعب وأن على البلوي الانتظار حتى انتهاء عقد اللاعب. وعقب ثلاثة أيام تأكدت أن ما قاله السيد يكاد يكون الأقرب الى تفسير الأمر، حين توصل الاتحاديون في البحرين الى اتفاق"شفهي"مع فيغو للحصول على خدماته اعتباراً من الموسم المقبل وليس الحالي، والتقطوا الصور التذكارية من دون أن يرتدي افيغو قميص الاتحاد ومن دون أن تحضر مريم أبو خضور حفلة التصوير! الغريب في الأمر أن فيغو ظهر في الحفلة"الافتراضية"الى جانب البلوي وكأنه يلتقط صورة مع أحد المعجبين في بهو الفندق وسط تعتيم اعلامي وغياب تام لمراسلي الصحف والقنوات الفضائية الذين حرص البلوي على دعوتهم والتأكيد عليهم لحضور"مؤتمر مريم خضور"في دبي لمباركة الصفقة والشهادة على صدقيتها وتناساهم في البحرين يوم حضور فيغو وتوقيع العقد إن كان هناك عقد يمكن للاعلاميين الشهادة عليه!