نعيش هذا اليوم ذكرى عزيزة على الجميع... ذكرى اليوم الوطني يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وفي هذه المناسبة الغالية نسجل فخرنا واعتزازنا بالمنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهر وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء، وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم، ولله الحمد. وما أن أراد الله لهذا البلد التوحيد حتى بدأ عهد جديد من الأمن والاستقرار في كل أرجاء الدولة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وفرض النظام وإيجاد القوة العسكرية التي تحمي هذا النظام وتطبيق الحدود على المتجاوزين ومحاربة الجهل والفقر بنشر العلم وتقديم الخدمات الصحية وغرس حب المواطنة والانتماء لدى المواطن لوطنه التي يعيش على أرضها وتحت سمائها ويتمتع بما فيها من خيرات وحياة كريمة يظللها الأمن والاستقرار. ولقد سار على نهج المؤسس ? رحمه الله ? أبناؤه من بعده الذين تعاقبوا على الحكم وإدارته والتطلع بهذه البلاد إلى ما فيه رقيها وتقدمها للوصول بها إلى مكانة مرموقة بين الدول والشعوب. هذه التحولات الكبرى جاءت نتيجة خطط تنموية شاملة تحكمها معايير أهمها الملاءمة بين الأصالة والتحديث ونقل المجتمع السعودي إلى مستويات متقدمة من التنمية والتقدم مع المحافظة على قيمه وتقاليده، بعيداً من الجمود والانغلاق، ومنذ ذلك التاريخ وبلادنا الغالية كانت وما زالت ركائزها الإيمان بالله سبحانه والاحتكام إلى كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعدل وحسن المعاملة للآخرين. هذه الركائز مكنت المملكة من أن تصبح وفي ظرف زمني قصير بحمد لله وتوفيقه ثم بحكمة وحنكة قيادتها الرشيدة رائدة العالمين العربي والإسلامي، وإحدى أهم القوى المؤثرة في الساحة الدولية وخلال سبعة عقود استطاعت المملكة تحقيق قفزات كبيرة يشهد لها الجميع بحمد الله وتوفيقه. وفي إطار النهضة الحضارية فإن القيادة الرشيدة أخذت على عاتقها الاستمرار وبنهج المؤسس - رحمه الله - في برنامج التحديث والإصلاح في كل المجالات، وفق معاير العقل والتدرج والتوافق مع آمال المجتمع وطموح أبنائه. إن هذا اليوم من كل عام يأتي كمناسبة عظيمة تؤكد قوة وتلاحم هذه البلاد والتفاف المواطنين حول قيادتهم الرشيدة في مواجهة المغرضين والحاقدين، والذين يحاولون النيل من هذه البلاد العزيزة وقيادتها، ولكن أثبتت الأحداث في الآونة الأخيرة بما لا يدعو للشك تمسك أبناء هذا الوطن بالعقيدة الإسلامية والثوابت والتقاليد العربية الأصلية لتفوّت الفرصة على الحاقدين في تحقيق أهدافهم ضد المملكة وشعبها الأبي. وفي الختام، أسأل الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ? يحفظهما الله ? وأن يسدد على طريق الخير خطاهما ويعزهما بالإسلام ويعز الإسلام بهما، إن شاء الله. * أمير المنطقة الشرقية.