على خلاف عادتها في تكريم الشخصيات البارزة والرائدة في مختلف المجالات الثقافية والإبداعية، نظمت إثنينية عبدالمقصود خوجة الأربعاء الماضي احتفالية خاصة كان نجومها عدد من المعوقين سمعياً، هدفت إلى تدشين القاموس العربي الموحد الذي أشرفت الاثنينية على طباعته لمصلحة المعاقين سمعياً في العالم العربي، وتكريم أعضاء وفد الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم، والمشرفين على القاموس العربي الموحد للغة الإشارة، ومنسوبي نادي الصم في محافظة جدة. وأعرب راعي الأثنينية عبدالمقصود خوجة عن اعتزازه بطباعة قاموس لغة الإشارة الموحد في العالم العربي، إيماناً منه أن هذه الشريحة تستحق الدعم والمؤازرة من كل فئات المجتمع. وأكد على ضرورة تفعيل حياة الصم لاندماجهم في مجتمعهم، ورفع الحواجز التي تعيق اندماجهم في الحياة العامة واتصالهم بجميع الجهات الرسمية والشارع عموماً، لغرض تقوية أواصر المواطنة لديهم، وتحقيقهم لما يترتب عليهم من حقوق وما يستحقون من واجبات. وأشار إلى أن الاهتمام بشريحة الصم لا يقتصر على شريحة الأطفال المعوقين سمعياً من دون الكبار، إلا أن الاهتمام ينصب أكثر على هذه الشريحة لوجود الأمل في إمكان دمجهم في المجتمع منذ وقت مبكر، كونهم الأكثر عرضة للمشكلات الأخلاقية والسلوكية، مشدداً على ضرورة الحرص على رفع معاناتهم والعمل على درء السوء عنهم بمختلف الوسائل الممكنة. وأضاف خوجة أن شريحة كبار السن من الصم لا تقل معاناتهم قدراً عن غيرهم، لجهة العبء الملقى على كثيرين منهم في رعاية أسرهم الصغيرة والممتدة الأمر الذي يدفع إلى دعمهم إنسانياً ومادياً، من طريق إيجاد الكوادر المتخصصة في لغة الإشارة للاضطلاع بدور الترجمة في جميع مجالات الحياة، وفي القطاعين الخاص والعام. وأمل في أن تسهم المراكز العلمية في السعودية من جامعات وكليات ومعاهد تقنية ومهنية في تطوير المراكز الخاصة بالإعاقة السمعية، والعمل على توسيع قنوات استيعاب قطاعات كبيرة من الصم في صفوف الدراسة ومعاهد التدريب المهني، خصوصاً بعد أن تطورت لغة الإشارة، وأصبحت من مستلزمات المجتمع المتحضر. وأوضح خوجة أنه جرى التوصل لحل مشكلات الصم بنسبة 50 في المئة، وانتشالهم من براثن العطالة والأعمال الهامشية، ولم يتبق سوى استقطاب الدعم والتمويل لإنجاز هذا العمل الإنساني الجريء، مشيداً بما يتمتع به المجتمع السعودي من سمات خيرة، وما عرف عنه من مواقف سامية لدعم الأعمال الإنسانية. وأشار إلى النقلة الكبيرة التي تحققت لنادي الصم في جدة بعد أن مسته يد التغيير، لافتاً إلى مدلولات عدة لا يمكن إغفالها، أبرزها تداعي شرائح المجتمع كافة رجالاً ونساء للانخراط في عمل يقتنعون بجدواه، مضيفاً أن جميع تلك الجهود سوف تؤتي أكلها حتماً. ووجه خوجة شكره إلى أمير منطقة مكةالمكرمة الرئيس الأعلى لنادي الصم في محافظة جدة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز وأعضاء مجلس إدارة النادي والعاملين فيه على جهودهم الكبيرة لترقية هذا الصرح الإنساني، في سبيل تحقيق أهدافه السامية في دمج المعوقين سمعياً في المجتمع، وتوفير الفرص التعليمية والعملية كافة لهم. وأكد أن"المراحل المقبلة ستشهد المزيد من الإنجازات في مجال دعم المعوقين سمعياً وصولاً إلى ما نتطلع إليه من بلوغ الأهداف، وهدم جدار العزلة بين الأصم ومجتمعه"، موجهاً شكره إلى وزارة الثقافة والإعلام لتعزيز التواصل المستمر مع فئة الصم من طريق تعميم الترجمة بلغة الإشارة من خلال شاشة صغيرة تضمن جانباً مهماً للتواصل معهم وإخراجهم من دائرة الخرس، منوهاً بأهمية تفاعل الصحافة مع متطلبات الصم، وإلقاء الضوء على نشاطاتهم، ومنحهم صفحة أسبوعية شأنهم شأن بقية شرائح المجتمع لتترك أثراً على الساحة الاجتماعية لتفعيل ما يجب أن يقدمه المجتمع من دعم ومساندة من شأنها إدخال السرور على هذه الفئة. من جهته، أعرب المدير العام لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة إحسان بن صالح الطيب عن سعادته للفتة الإنسانية الكريمة من قبل رئيس منتدى الأثنينية لأعضاء الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم، ومنسوبي أعضاء نادي الصم في محافظة جدة، مشدداً على أهمية مراجعة الكثير من المفاهيم الخاطئة المأخوذة عن شريحة الصم من قبل المجتمع، وعن معاناتهم والتطور الذي يطرأ عليهم من دون اتصالهم بالمجتمع، وعدم قدرتهم على التعامل مع البيئة على أسس سمعية، إذ يشكل ذلك عائقاً كبيراً له أثر على الجانب النفسي للمعاق. وطالب الطيب المجتمع بالتآلف مع هذه الشريحة من المجتمع وإعطائها حقوقها الكاملة، مشيراً إلى اهتمام الدولة بالصم والبكم منذ انطلاقة التخطيط لبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية قبل أكثر من 30 عاماً. وأضاف"خلال هذه الفترة الوجيزة استطاعت الدولة توفير الكثير من الخدمات اللازمة لهم، إذ تولت وزارة التربية والتعليم إنشاء مراكز علمية لتمكين هذه الفئات من مواصلة التعليم، ومن جانبها تولت وزارة الصحة جانب التأهيل الطبي وتزويد هذه الشريحة بالأجهزة التعويضية، فيما أسند إلى وزارة الشؤون الاجتماعية توفير الفرص المناسبة لتأهيلهم من خلال المهن والحرف والدراسات التي تتناسب مع إمكاناتهم وقدراتهم، وبما يتيح لهم أداء دورهم في مجالات العمل الملائمة. كما وصف فكرة إنشاء نادي الصم والبكم بأنها عبارة عن جزء من التعبير عن أمالهم التي يتمنون أن يتواصلوا بها مع أفراد مجتمعهم، مشدداً على ضرورة دمجهم في المجتمع لمعرفة ما لديهم من طاقات إبداعية تعود على المجتمع بالفائدة.