تمتاز أيام العيد في منطقة عسير بعادات ومظاهر احتفالية توارثتها الأجيال وأصبحت من المظاهر الأساسية، وجعلت له طابعاً مميزاً ومذاقاً مختلفاً عن غيره من الأيام الأخرى. ويعتبر كبار السن العيد موسماً جيداً لتعليم الصغار ذبح الماشية وسلخها، بأسلوب شعبي يملك كثيراً من مقومات الهدي النبوي والنظافة، ثم يذهبون لمعايدة الأهل والجيران، وتبقى ربة المنزل في البيت لتنظيفه، وطبخ جزء من لحمة العيد لتناولها كوجبة غداء في ذلك اليوم. ويغلب على الأسر العسيرية الاجتماع عند كبيرها بعد تناول وجبة الغداء من لحمة العيد، ويتم التواصل وتبادل الزيارات والمعايدة قبل صلاة العصر وحتى صلاة العشاء، يتواصل فيها الأهل والأقارب والمعارف في بيوتهم سواء في المدينة أو القرى المجاورة. ويسترجع الكبار بذاكرتهم عيد القرية بطعمه الخاص والمميز، حيث يبدأ صباحه باستيقاظ المرأة باكراً قبل الرجل، وعمل الإفطار من الوجبات المحلية كالعريكة والبثيثة وخبز التنور, إضافة إلى القهوة والتمر، وعندما يعود الرجل من صلاة العيد يشرب القهوة ويتناول طعام الإفطار... ثم يذهب لذبح أضحيته، وبعد الانتهاء من ذبح الأضحية يتجول مع الأهل والأصدقاء للمعايدة. وجرت العادة عند النساء ليلة يوم عرفة القيام بوضع الحناء في رؤوسهن والمشطة والطيب والريحان التي تتميز برائحتها الجميلة، وتظهر هذه الرائحة في الثوب وفي المنديل، كما تقوم سيدات أخريات بوضع الحناء في أيديهن وأرجلهن. ومن أبرز المظاهر الرائعة في العيد وجود دلال القهوة وأباريق الشاي والنعناع، وكذلك "القشر والسنوت" وهو من المشروبات المعروفة في منطقة عسير، حيث توضع هذه الأباريق في شكل مميز على "الجزّة" وهي عبارة عن مجسم مصنوع من الفخار أو الإسمنت فيه نقوش جميلة تأخذ طابع البيئة في عسير، ويوجد بداخله الفحم "النار" وهذا المظهر لايزال يتواجد حتى الآن. أما ليل العيد في عسير، فتحييه سهرات بالأغاني والألعاب الشعبية كالخطوة والدمة والبدوية، فيما يمارس الأطفال إشعال ألعابهم النارية مضيفين جواً من البهجة والسرور.