العيد في رجال ألمع ينفرد بطقوس ومراسم استقبال استثنائية ترسم البهجة والسرور على محيا الجميع، وفي الماضي كانوا يسمون اليوم الذي يسبق عيد الفطر "يوم المَشّ " نسبة إلى التنظيف والغسيل والتزيين، وعصر يوم المش، يجتمع رجال القرية في ساحة القرية أو جانب من الوادي، ويرددون: "حجر حجر يا مصلِّيَهْ" والقصد منها كل رجل يأتي بحجر لبناء محراب مؤقت في المشهد الذي سيجتمعون فيه لأداء صلاة العيد، وتستنفر المرأة كامل طاقتها لإكمال تجهيز الحلوى والمبالغ النقدية الصغيرة لاستقبال صغار المعايدين، ويتحول مطبخها إلى مطعم مصغر ينتج أشهى الأطباق الألمعية لإعداد مائدة إفطار تميز البيت الألمعي صباح كل عيد. وعند دخول الضيوف والمهنئين للبيت الألمعي يجدون ما لذ وطاب من المأكولات الشعبية التي تكون في انتظارهم، ومنها أطباق "الهريسة، الفتّه، العصيدة، الحنيذ"، ثم يستمر تواصل كل أهالي القرية ويطوفون المنازل واحداً تلو الآخر للمعايدة. ويرتدي الأهالي ثياب متباينة المظهر، فتجد كبار السن يلتحفون المشالح (البشت)، ويأتي بعدهم متوسطي الأعمار الذين يتمنطقون الخناجر المتنوعة، أما فئة الشباب فقد يلبسون هذه الخناجر ومعها ما يسمونه (ردف) أو اللحاف الألمعي وأغلاها (الدريهمي)، وهو قطعة من القماش الفاخر المخطط بالألوان الزاهية البديعة، والذي ينتهي عند طرفه بعقود الكثل ويزينون هاماتهم (قديماً) بعقود وأكاليل الزهور والنباتات المحلية ذات الرائحة الزكيّة (عصابة). ويحيوا في الليل ألوان متعددة من الفلكلور الشعبي الذي قد يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، فيدقون دفوفهم، ويرقصون الرقصات الشعبية منوعين ليلتهم ما بين "الخطوة"، و"الدمّة"، و"البدوية"، وألحانها التي تتجاوز المائة لحن، وقد يحين وقت المسابقات والألعاب الشعبية ك"المساراة"، أو إعطاء بعض نوادر الحرث والزرع، وهو ما يسمونه ب"العجب" مفردها "عِجْبه" في مشاهد تتنوع ما بين الدراما المؤثرة، والكوميديا المضحكة والهادفة. قرية رجال ألمع وللأطفال حيزاً من العيد، ففرحتهم تعيد للنفس حياتها، وبابتسامتهم يتزيّن العيد، فقديماً كان الأطفال من الجنسين تحت سن الثالثة عشر يطوفون في القرية، مرتدين الجديد من اللباس المحلي، وينطلقون مهنئين أهل القرية طامعين في "عيديّة" تخلق لهم جواً من المرح البريء، ويكررون الزيارة للبيوت السخيّة، ويتأففون في من يردهم في جوٍ من الضحك، وعادة ما تكون هذه "العيديّة" إما بعض الحلوى المحلية الصنع كالنعناع و"العسليّة"، أو بعض النقود من ربع ريال وحتى ريالين، وعلى هذا النحو يترنم الفتيات الصغيرات ببعض الأناشيد الصغيرة كقولهم: أنحم بنات امطور.. سمِّنا سمين ما نخاف الليل.. مدنا مدّين عندنا العسل والصافي.. والجفل مدّين ويأتي الرد من الأخريات: أنحم بنات الواوا.. بالقند والحلاوى أما بالنسبة لثاني أيام العيد، فيتجه الرجل وعادة تكون عائلته معه، إلى الأقارب الذين في خارج القرية ليهنئونهم بهذه المناسبة، ويسير الجميع على هذا المنوال في اليوم الثالث، والبسمة والفرح ترسم موقعها في وجه كل أهالي القرية. خبز الميفا الحنيذ اشهى المأكولات في العيد عريكة البر مسن ينتظر المهنئون بالعيد طفلة ألمعية ترتدي الزي الشعبي