للعيد نكهة خاصة في عسير تتمثل برائحة البخور والنباتات العطرية ويزينها اعتزاز أهالي المنطقة بموروثهم الشعبي، والحرص عليه خوفاً من الضياع والاندثار، وهم يعتزون بهذه العادات القديمة التي تؤصل علاقاتهم ببعضهم البعض. يقول «أبو ناصر»: إنه في الأيام الأخيرة من رمضان يبدأ الاستعداد لعيد الفطر المبارك بإخراج زكاة الفطر على الفقراء والمحتاجين، وفي أول أيام العيد يبدأ كبير الأسرة بجمع أهل بيته والسلام عليهم وتناول القهوة معهم، مضيفاً أنه بعد ذلك يذهب الرجال إلى تأدية صلاة العيد، ليجهز النساء وجبة الفطور، والتي تكون عامرة بالعادة بالأكلات الشعبية «العسيرية مثل «تصابيع» و»عريكة» و»المبثوثة» و»الحلويات»، مشيراً إلى أنه يتم الاجتماع في بيت كبير الحي، وفي بعض الأحياء تتم المعايدة بتناول لقمة من كل بيت، وفي بعض الأحيان يتم الاتفاق على أن يكون الاجتماع في بيت فلان والذي يقوم بعمل فطور للأهل والأقارب، موضحاً أن الأطفال يذهبون بصحبة والديهم إلى زيارة الأقارب والسلام عليهم وإنشاد بعض الأهازيج الخاصة بالعيد، حيث تستمر المعايدة حتى قرب صلاة العصر. وقد ارتبطت مناسبة عيد الفطر المبارك بالعديد من الموروثات الشعبية الجميلة والتي لازالت «المرأة العسيرية» تحتفظ بها وتحرص على تعليمها لبناتها جيلا بعد جيل، ومن هذه الموروثات الأصيلة ما يُعرف باسم «ليلة الحناء» و»المشطة» أو «العكرة»، حيث تصفها «زينب» قائلةً: تجتمع النسوة في البيت الواحد لإحياء ليلة العيد بالحناء والنقش، وتبدأ «المحنية» بطقوسها المعروفة في عسير تهامة (رجال ألمع) بتخضيب اليدين حتى المعصم وخاصة لكبار السن من النساء، مضيفةً أن الفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 30 عاماً فإن المحنية البارعة تقوم بتحنية الفتاة في الكف والقدم بشكل جميل، لافتةً إلى وجود عادة جميلة تسمى «المشطة» وهي عبارة عن العديد من المخاليط العطرية المنتقاة بعناية يضاف لها مساحيق «الهيل» و»جوزة الطيب» و»بعض العطر»، حيث يُعمل على شكل عجينة رخوة ثم يمشط بها الشعر، ذاكرةً وجود عادة أخرى تعرف باسم «العكرة» أو «السحلة» وهي تُصنع من أزهار الفل، وينفذها النساء بشكل هندسي جميل، حيث تجمع زهور الفل في خيوط دائرية خفيفة الوزن قد تصل إلى أكثر من ألفي زهرة، وهذه من أدوات الزينة التي تزيد المرأة أو الفتاة رونقاً وجمالاً.