تستضيف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم محادثات تجمع الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، في حضور رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي، بهدف نزع فتيل الأزمة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شطري البلاد وولاية جنوب كردفان التي تشهد قتالاً عنيفاً منذ أسبوع، بعدما تعذّر على الوسطاء جمعهما في الخرطوم. وقال المبعوث الصيني إلى السودان ليو غوي جين عقب محادثات مع البشير في الخرطوم، أمس، إن البشير وسلفاكير سيتلقيان بوساطة من رئيس اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي في شأن السودان رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي لمناقشة موضوعات أبيي وجنوب كردفان. وقال وزير الدولة للخارجية السوداني صلاح ونسي للصحافيين إن هناك جهوداً بذلت لعقد اللقاء المرتقب بين البشير وسلفاكير في أديس أبابا، موضحاً أن المحادثات ستركّز على مناقشة القضايا العالقة خصوصاً النزاع على أبيي، مشيراً إلى أن البشير أطلع المبعوث الصيني على تطورات الأوضاع في كل من أبيي وجنوب كردفان، ومسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل والجهود التي بذلها مبيكي للتوصل إلى تفاهمات بين الشريكين. وأشار إلى أن الصين أكدت اهتمامها باستقرار الأوضاع في شمال السودان وجنوبه واستمرار التعاون بينهما عقب انفصال الجنوب في تموز يوليو المقبل، ووعد المبعوث الصيني بحض المجتمع الدولي على لعب دور إيجابي لتعزيز السلام في البلاد. وكان مبيكي أجرى محادثات مع البشير في الخرطوم وسلفاكير في جوبا وطرح عليهما مقترحات لتهدئة الأوضاع في أبيي ووقف العمليات في جنوب كردفان، وسعى إلى جمعهما داخل السودان لكنه فشل، ما دفعه إلى نقل اللقاء إلى إثيوبيا. إلى ذلك، قال وزير الشباب القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم حاج ماجد سوار إن السلطات الأمنية ضبطت كمية من الأسلحة والذخائر والسيارات والمدافع الثقيلة لدى بعض عناصر"الحركة الشعبية لتحرير السودان"كانت تستهدف"إبادة"مواطني جنوب كردفان عبر حرب واسعة ومفتوحة. وقال سوار إن هناك مجموعة من الوثائق وجدت في منزل رئيس"الحركة الشعبية"في ولاية جنوب كردفان عبدالعزيز الحلو الذي يقود عمليات في مواجهة الجيش السوداني التقطت عبر الأقمار الاصطناعية بمساعدة جهات لم يسمها، مؤكداً أن الحكومة السودانية لن تفرّط في سلامة المواطنين وممتلكاتهم وأرواحهم. كما قالت القوات المسلحة السودانية إنها تمكنت من نزع عدد من الألغام الأرضية ومضادات الآليات تقدر بعشرين لغماً أرضياً وضبط متفجرات في مناطق جبل تافري والبان جديد في جنوب كردفان التي تشهد صراعاً مسلحاً شرد نحو 40 الفاً من ديارهم. وقال قائد الكتيبة 614 مهندسين الرائد إبراهيم رحمة إنهم تحصلوا على هذه الأسلحة والذخائر خلال عمليات الدهم التي أجريت في مناطق متفرقة داخل مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، مؤكداً أن القوات المسلحة تسيطر الآن على الأوضاع في المدينة وتعمل على حماية المدنيين. ودعا البيت الأبيض الحكومة السودانية إلى الوقف"الفوري"للتصعيد"المستهجن"للعنف ضد مواقع"الجيش الشعبي"في جنوب كردفان قبل أقل من شهر من استقلال الجنوب. ودعا الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى وقف لإطلاق النار، قائلاً إن"الولاياتالمتحدة تدين أعمال العنف في جنوب كردفان والتي تستهدف أشخاصاً بسبب أصولهم الاثنية وانتماءاتهم السياسية". وطالب الحكومة السودانية بمنع المزيد من التصعيد لتلك الأزمة بالكف الفوري عن سعيها إلى حل عسكري يستهدف نزع سلاح"الجيش الشعبي"في جنوب كردفان وحل الوحدات المشتركة التي تم تأسيسها بمقتضى اتفاق السلام الشامل". وكانت اشتباكات كثيفة اندلعت أولاً في ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب الأحد الماضي بين القوات المسلحة السودانية وعناصر"الجيش الشعبي"الذي لا يزال جزءاً من الجيش الجنوبي. واستولى الأخير على سبع بلدات تسعى الخرطوم إلى استعادتها، ما يهدد بتوسع نطاق العمليات العسكرية ونزوح مزيد من المدنيين.