على رغم تعثر العلاقات الاسرائيلية - الروسية هذه أحياناً، وتوطدها أحياناً أخرى، برزت اهمية العلاقات هذه، إثر هجرة اليهود الروس الى اسرائيل. وهم، اليوم، نحو خمس سكان اسرائيل. وخلف التقارب والتعاون الايراني ? الروسي اثراً كبيراً في العلاقة الروسية - الاسرائيلية. فسعت اسرائيل الى وقف التعاون الروسي - الايراني في المجال النووي. وحاولت تل أبيب حمل موسكو على طي التعاون النووي مع ايران أو تجميده. ولكن المسؤولين الروس أعلنوا أن ايران لم تنتهك المواثيق الدولية، وأن التزام طهران المواثيق هذه يسوغ استمرار التعاون مع الجانب الايراني. ولكن الموقف الروسي لم يحل دون مراقبة اسرائيل مراقبة دقيقة التعاون العسكري والفني بين طهرانوموسكو. والتعاون الاسرائيلي - الاميركي وثيق. وفي الاعوام الاخيرة، شهدت منطقة الشرق الاوسط حوادث كبيرة. فبرز اهتمام الكيان الاسرائيلي بالعلاقات الروسية - الايرانية. فتوسلت اسرائيل العلاقة هذه ذريعةً لتحقيق مصالحها. وحاولت روسيا استغلال علاقاتها بإسرائيل للتقرب من الولاياتالمتحدة. وسعت في تنظيم علاقاتها بالجمهورية الاسلامية الايرانية لتتوافق مع مصالحها في الولاياتالمتحدة واسرائيل. وأرادت الديبلوماسية الروسية التقرب من الدول العربية والاسلامية والشرق اوسطية، وشبكت علاقات صداقة معها للدخول على خط التطورات الاقليمية. وانتهجت السياسة الخارجية الروسية سياسة انخراط في المنطقة، وراهنت على تعزيز دورها ومكانتها، وتحقيق أهدافها وخدمة مصالحها، لتتماشى مع تباين احوال المنطقة واختلافها. واستثمرت الامكانات هذه للتأثير في مسار الامور بالشرق الاوسط. والهجرة اليهودية الروسية ال? اسرائيل اضطلعت بدور جسر الديبلوماسية الروسية الى توطيد علاقاتها السياسية والاقتصادية بالكيان الصهيوني، والى ارتقاء موسكو الى مرتبة طرف مؤثر في الشرق الاوسط. وأفلح قادة الكيان الصهيوني في تسليط الضوء على ملف تسليم منظومة صواريخ"اس 300"الروسية المضادة للطائرات الى ايران، وفي تضخيم أهمية هذا الإجراء. ودار كلامهم على الخطر الايراني في المنطقة، وزعموا أنهم يسعون في المحافظة على أمنها واستقرارها من طريق التعاون مع عدد من الدول، ومنها روسيا، للحؤول دون توطد العلاقات الروسية - الايرانية. ولذا، دارت مباحثات المسؤولين الاسرائيليين مع نظرائهم الروس عل? العلاقات الروسية - الايرانية. وطالب قادة اسرائيل الجانب الروسي بتقليص تعاونه مع الايرانيين. * نائبة اصلاحية سابقة في مجلس الشور?، عن افتتاحية صحيفة"ارمان"الايرانية، 22 /2/ 2010، إعداد محمد صالح صدقيان نشر في العدد: 17127 ت.م: 2010-02-24 ص: 26 ط: الرياض