تستعد القوات العراقية لتسلم الملف الأمني بعد انسحاب القوات الاميركية منها باتجاه قواعدها في حزيران يونيو المقبل. واعتمدت وزارتا الداخلية والدفاع خططا جديدة لإعادة نشر قواتها تقوم على تمركز الشرطة داخل المدن، والجيش خارجها، فيما أكد الجيش الاميركي ان هذه القوات ما زالت في حاجة الى الكثير من المهارات. وان الانسحاب لا يمنعها من شن عمليات بطلب العراقيين. واكد اللواء عبدالكريم خلف، مدير المركز الوطني للعمليات في وزارة الداخلية، ان الوزارة:"ملتزمة جداول تسلم الملف الامني من القوات المتعددة الجنسية في حزيران في كل مدن العراق". واوضح في اتصال مع"الحياة"ان"المهمات الامنية بعد نهاية عمليات الانسحاب ستُقسم بين الداخلية والدفاع، وستتسلم الشرطة مراكز المدن اما الجيش فيتسلم محيط المدن والحدود لمنع تسلل الارهابيين اليها". واضاف ان"الانتشار سيكون مبرمجا وسنستخدم اجهزة لكشف السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة وتكثيف التدقيق في الهويات الشخصية وحصر السلاح بيد الدولة فقط". وزاد ان"القوات الامنية اصبحت تمتلك من الخبرة والمعدات اللوجستية ما يؤهلها لتولي مهمات امنية جديدة في المستقبل. وقد اثبتت نجاحا في المهمات التي اوكلت اليها اخيرا"، في اشارة الى احداث حي الفضل واعتقال قائد"الصحوة"فيها. إلى ذلك، اكد مصدر في وزارة الدفاع رفض كشف هويته ان"الجيش قادر على سد الفراغ الامني الذي يخلفه انسحاب القوات الاميركية من المدن". واضاف ان" قوات الدفاع ستضطلع بمهمة حماية محيط المدن، بخاصة المناطق القريبة من بعض دول الجوار لمنع تسلل الارهابين". واوضح ان قواته تملك اليوم" اسلحة واجهزة متطورة قادرة على كشف المتسللين". لكن المستشار الاعلامي للقوات الاميركية المقداد جبريل قال في تصريح الى"الحياة"ان"القوات المتعددة الجنسية لا تتدخل في الخطط التي تضعها الحكومة لحفظ الامن في المدن بعد انسحابنا منها". وزاد ان"انسحابنا لا يعني عدم العودة اليها او دخولها اذا طلبت الحكومة ذلك، خصوصا في العمليات العسكرية وعمليات التطهير التي تقوم بها القوات العراقية". وتابع:"لايمكننا القول ان القوات الامنية العراقية وصلت الى الجاهزية الكاملة فالمشوار ما زال طويلا لكن هذا لا يعني انها لم تقطع اشواطا كبيرة في مجال التدريب والتأهيل والتسليح". وكانت اللجنة الخاصة بتنفيذ بنود اتفاقية سحب القوات الأميركية من العراق بحثت الاحد في مواعيد تسلم المناطق العسكرية والمعسكرات الباقية من القوات الأميركية الى العراقية قبل منتصف حزيران المقبل. وقال الناطق باسم الجيش الأميريكي الجنرال ديفيد بيركنز ان قواته ملتزمة التوقيت الذي نص عليه الاتفاق الامني. واضاف ان"القوات المقاتلة ستبدأ عملية الانسحاب من المدن في حزيران، لكن هذا لايمنعها من خوض العمليات العسكرية في العراق عند طلب الحكومة ذلك". وقال:"سنقدم المشورة الى القيادات العسكرية العراقية لتطوير قدرات الجيش والشرطة".