أبدت قيادات امنية عراقية جاهزيتها لسد الفراغ الامني الذي سيخلفه اي انسحاب مبكر للقوات الاميركية من العراق. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية انها اكملت استعداداتها للانسحاب الاميركي من المدن العراقية نهاية شهر حزيران يونيو المقبل بحسب الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن، فيما ذكرت القوات الاميركية ان المواعيد الجديدة لانسحاب قواتها من المدن العراقية لم تتحدد بشكل نهائي. وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الفريق عبدالكريم خلف بأن"كل الاجراءات اللازمة لتنفيذ عملية انسحاب القوات المتعددة الجنسية من مدن البلاد قد انجزت على اتم وجه". وأوضح في تصريح الى"الحياة"ان"وزارة الداخلية ملتزمة بكل التوجيهات الصادرة عن اللجان المشتركة بين وزارتي الداخلية والدفاع والمؤسسات الامنية الاخرى والتي اعدت خطة طوارئ جاهزة للتنفيذ حال بدء عملية انسحاب القوات الاميركية من المدن". وأضاف ان"قوات الامن العراقية اثبتت كفاءتها في حفظ الامن في البلاد، الأمر الذي ترجم بانضباط الحال الامنية خلال الانتخابات المحلية الاخيرة والتي نفذت بإدارة عراقية بحتة، فيما اضطلعت القوات الاميركية بدور المراقب فقط". وزاد ان"وزارتنا تعد الاكبر في الشرق الاوسط، حيث يبلغ مجمل عناصر منتسبيها نحو 600 الف عنصر امني"لافتاً الى"قدرة تلك الاعداد على سد اي فراغ امني قد يرافق عملية الانسحاب الاميركي"منوهاً ب"تمتع القوات الامنية بمهارات قتالية عالية نتيجة الدورات التدريبية التي خضعت لها والمعايشة الميدانية مع الاحداث الامنية ما اكسبها خبرات مضاعفة". من جهته، أكد المستشار الاعلامي والمتحدث باسم القوات المتعددة الجنسية المقداد جبريل ان"القوات العراقية اثبتت جدارتها، وهي مصممة على سد الفجوة التي قد يخلفها انسحاب القوات الاميركية من المدن العراقية". وأوضح في اتصال مع"الحياة"ان"اي مواعيد جديدة للانسحاب الاميركي النهائي من العراق لم تحدد حتى الآن". ولفت الى ان"الاتفاق الامني الذي وقعته الحكومة العراقية مع الادارة الاميركية ينص على انسحاب القوات بنهاية عام 2011، والقوات الاميركية ملتزمة بهذا الموعد". وزاد ان"الرئيس باراك اوباما يجري مناقشات مستمرة مع القادة الميدانيين في العراق فضلا عن بعض المسؤولين المختصين. واذا تم تحديد مواعيد نهائية جديدة للانسحاب فسنلتزم بتنفيذها". وكان الرئيس الاميركي اعلن نيته تسريع الانسحاب الاميركي من العراق، فيما اكدت مصادر عراقية ل"الحياة"ان قادة عراقيين واميركيين يبحثون في تقليص سقف الاتفاق الامني سنة واحدة ليكون الانسحاب الاميركي الكامل من العراق بنهاية عام 2010. الى ذلك، أكد مصدر في وزارة الدفاع اشترط عدم كشف اسمه ان"وزارة الدفاع اعلنت جاهزيتها لسد أي فراغ أمني جراء انسحاب اميركي مبكر أو مفاجئ". وأوضح ل"الحياة"ان"الجيش العراقي يتمتع بإمكانات عسكرية متطورة تؤهله لتحمل المسؤولية الامنية الجديدة حال انسحاب القوات الاجنبية من المدن العراقية". ويبلغ عدد عناصر الجيش العراقي نحو 260 ألف عسكري بحسب احصاءات وزارة الدفاع. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري اشار الى ان"القوات العسكرية اكملت استعداداتها لأداء دورها الموكل اليها في حال قامت القوات الاجنبية بأي انسحاب طارئ"موضحا ان وزارة الدفاع"اعدت العدة لاسوأ الاحتمالات التي قد تترتب خلال انسحاب القوات الاميركية". الى ذلك، قال قائد القوات الأميركية في بغداد الجنرال جيفري هاموند أن خمسة من المراكز العسكرية الميدانية في بغداد ستُغلق قبل الموعد المقرر لانسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، في ال30 من حزيران المقبل. وأثنى هاموند في تصريحات صحافية على القوات العراقية، مشيراً إلى أن حفظ الأمن خلال فترة الانتخابات وتناقص أعمال العنف في البلاد بشكل عام، يرجع بالدرجة الأولى الى حسن أداء القوات العراقية. نشر في العدد: 16743 ت.م: 05-02-2009 ص: 12 ط: الرياض