رأى سياسيون وعسكريون عراقيون أن النجاح الذي حققته قوات الأمن في إرساء الاستقرار جيد على رغم الهجمات الاخيرة، مشيرين الى أن الوضع الحالي شبه مستقر، لكنهم حذروا من خروقات أمنية كبيرة قد تصاحب الانسحاب الأميركي من المدن. جاء ذلك في وقت أعلنت الشرطة العراقية اصابة 34 شخصاً بعضهم في حال الخطر في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت دورية للجيش الأميركي وسط الموصل. وأوضح ضابط في الشرطة رافضاً كشف اسمه أن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجّر نفسه مستهدفاً دورية للجيش الأميركي في منطقة الدواسة وسط الموصل، ما أسفر عن اصابة 34 شخصاً». ولم يؤكد الجيش الاميركي الحادث. وأضاف الضابط أن «التفجير كان هائلاً وأدى الى تدمير محلات تجارية في المكان». كما ذكرت مصادر أمنية أن مسلحين اقتحموا منزلاً وقتلوا امرأة وابنتها بالرصاص في غرب الموصل. وأشارت الى أن مسلحين قتلوا أيضاً امرأة كردية في منزلها شرق المدينة. ويستعد العراق أواخر حزيران (يونيو) المقبل لانسحاب وحدات الجيش الأميركي من المدن والقصبات العراقية الى قواعد خارجها، وفقاً للاتفاق الامني المبرم مع واشنطن، وهو استحقاق سيضع القوات العراقية أمام اختبار جدي. وقال مدير مركز القيادة في وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف ل «الحياة» إن «اللجان القائمة على تنفيذ الاتفاق الأمني تواصل عملها على تطبيق بنود الاتفاق الأمني المتعلقة بنقل الصلاحيات من القوات الأميركية الى السلطات العراقية»، مؤكداً التزام الجانب العراقي جداول تسلم الملف الأمني من القوات الأميركية في حزيران المقبل في كل مدن العراق». وأضاف خلف أن «وزارتي الداخلية والدفاع أنهتا اعداد خطة أمنية متكاملة لإعادة انتشار القوات العراقية بعد انسحاب القوات الأميركية تقوم على مبدأ مهم، وهو عدم الاعتماد على الجانب الأميركي في شكل كامل على عكس الخطط الأمنية التي كانت توضع سابقاً». وأوضح أن «المهمات الأمنية بعد نهاية عمليات الانسحاب ستُقسم بين الداخلية والدفاع، وستتسلم الشرطة مراكز المدن. أما الجيش، فيتسلم محيط المدن والحدود لمنع تسلل الارهابيين إليها». ودخل الاتفاق الأمني المبرم بين بغداد وواشنطن حيز التنفيذ منذ الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي، والذي تضمن انسحاب وحدات من الجيش الاميركي من البلاد وتسليم بعض المعسكرات الاميركية المنتشرة في أنحاء البلاد الى الجانب العراقي. وبحسب مصادر في وزارة الدفاع، فإن 111 معسكراً أميركياً سلمت الى الجانب العراقي ولم يبق غير 86 معسكراً يتوقع تسليمها قبل الانسحاب الأميركي المقرر من المدن. وقال النائب عبدالكريم السامرائي نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان ل «الحياة» إن «الوضع الأمني الحالي يمكن وصفه بأنه جيد مع تنامي القدرات الأمنية العراقية والنجاحات التي حققتها مجالس الصحوة العشائرية في ضرب تنظيم القاعدة، ما أوجد ثقة لدى العراقيين في الجيش والشرطة العراقيين». وأضاف السامرائي أن «وزيري الداخلية والدفاع أكدا للجنة وللبرلمان عند استضافتهما أخيراً جهوزية قوات الأمن العراقية لانسحاب القوات الأميركية من المدن»، مشيراً الى أن «التقارير التي تصل الى اللجنة عن جهوزية القوات القتالية جيدة على رغم ضعف الأداء والولاء الذي يبرز أحيانا على أدائها». وقال: «عاجلاً أم آجلاً، لا بد من تسلمنا زمام أمورنا الأمنية». من جهته، قال القيادي في «التحالف الكردستاني» محمود عثمان ل «الحياة» إن «الوضع الأمني الذي تعيشه مدن العراق ولا سيما في بغداد يوصف بأنه جيد ولا يمكن مقارنته بالسنتين الماضيتين في أي شكل من الأشكال»، مشيراً الى أن «قوات الأمن استطاعت فرض هيبتها على كل المناطق بعدما كان بعضها مغلقاً ويسيطر عليه مسلحون». br / وأضاف أن «قوات الأمن تستطيع نيل استحقاق تسلم الملف الأمني بعد الانسحاب الأميركي من المدن أواخر الشهر المقبل شرط الحفاظ على المكتسبات الأمنية من خلال وضع خطط واستراتيجيات لمعالجة حال الخروقات الأمنية الكبيرة التي يشهدها الشارع بين الحين والآخر، والتي تزيد الشكوك في قدرات قواتنا الأمنية». ورأى أن «تزايد التفجيرات قد يتصاعد مع اقتراب موعد الانسحاب الاميركي ويجب الانتباه لذلك». وأشار الناطق باسم «المجلس الاعلى الاسلامي» النائب حميد الساعدي الى أن «الوضع الأمني الحالي جيد وأن الأوان حان لسحب الصلاحيات الأمنية من القوات الأميركية وتحويلها الى العراقيين»، لافتاً في تصريح الى «الحياة» الى أن «قوات الأمن أثببت جدارتها في مواجهة التحديات الامنية على رغم التصعيد الذي يشنه الارهابيون بين فترة وأخرى، وهو أمر يجب وقفه بالتنسيق بين الوزارات الامنية».