اعلنت كوريا الشمالية أمس، انها وضعت قواتها في حال استنفار في اليوم الأول من المناورات الأميركية - الكورية جنوبية التي ترى بيونغيانغ انها تمهد لغزو اراضيها. كما هددت ب"شن حرب"في حال اعتراض تنفيذها تجربة اطلاق قمر اصطناعي من طراز"اونها -2"، في ظل تخوف سيول وواشنطن من احتمال ان تشمل التجربة اطلاق صاروخ بعيد المدى من طراز"تايبودونغ ?2"قادر على ضرب اهداف في الولاياتالمتحدة. ووضع الجيش الكوري الشمالي الذي يضم 1.2 مليون جندي في حال استنفار، محذراً من ان الرد لن ينحصر في ضرب انظمة الاعتراض،"بل قواعد المعتدين الأميركيين واليابانيين والكوريين الجنوبيين". وشدد على ان التدريبات العسكرية التي تجريها الولاياتالمتحدة وحليفتها كوريا الجنوبية"لا سابق لها في عدد القوات المعادية المشاركة ومدتها"التي تستمر حتى 20 الشهر الجاري، وتهدف الى اختبار الاستعداد الدفاعي للقوات الأميركية والكورية الجنوبية المشتركة قبل نقل قيادة وقت الحرب من الجيش الأميركي الى الجيش الكوري الجنوبي في السنوات المقبلة. وجاء الإعلان عن المناورات السنوية التي تغضب بيونغيانغ وسط توتر شديد بين الكوريتين، بعدما اعلن الشمال نهاية كانون الثاني يناير الماضي الغاء كل اتفاقاته العسكرية والسياسية مع الجنوب، قبل ان يلمح الأسبوع الماضي الى عدم امكان ضمانه سلامة الطائرات الكورية الجنوبية المدنية خلال تحليقها قرب مجالها الجوي في فترة المناورات، ما اجبر شركات طيران على تغيير خطوط طيرانها. ترافق ذلك مع منع بيونغيانغ اكثر من 700 كوري جنوبي من التوجه الى مجمع صناعي في مدينة كيسونغ الحدودية يشكل رمزاً للشراكة بين الكوريتين. وفي سيول، أقرّ المبعوث الأميركي الخاص الى كوريا الشمالية ستيفن بوسورث بعد لقائه وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان، بصعوبة إقناع بيونغيانغ بتفكيك أسلحتها النووية. وتعهّد المبعوث الأميركي الذي وصل إلى سيول السبت الماضي، في زيارة تستغرق أربعة أيام وتشكل المحطة الأخيرة من جولته الآسيوية التي شملت الصين واليابان ايضاً، بذل جهود مشتركة مع سيول للتعامل مع المسألة الكورية الشمالية. واطلّع بوسورث على وضع الجيش الكوري الشمالي من الجنرال والتر شارب الذي يقود اكثر من 28 الف جندي أميركي يرابطون في كوريا الجنوبية، وذلك بعد لقائه وزير الدفاع الكوري الجنوبي لي سانغ هي. وكان المبعوث الأميركي أكد السبت الماضي ان الولاياتالمتحدة تريد إجراء حوار مع بيونغيانغ، داعياً بيونغيانغ الى التخلي عن اطلاق مركبتها سواء كانت قمراً اصطناعياً او صاروخاً. على صعيد آخر، انتخب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل بالإجماع عضواً في البرلمان، وذلك غداة اقتراع شكلي لكنه حمل تفاصيل كثيرة عن مستقبل النظام الأكثر تكتماً في العالم، في ظل توقع تولي احد الأبناء الثلاثة لكيم، وهم: يونغ نام ويونغ شول يونغ اوه، القيادة خلفاً له. وانتخب كيم 67 سنة نائباً عن الدائرة العسكرية 333، وهو رقم يعتقد الكوريون بأنه يجلب الحظ.