اتهمت واشنطن بيونغ يانغ بالعمل على تهديد الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية مؤكدة أن مناوراتها مع كوريا الجنوبية لا تمثل تهديدا للدولة الشيوعية ودعت الأخيرة للعودة إلى طاولة المفاوضات السداسية ذات الصلة بحل أزمتها النووية. فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بالوكالة روبرت وود الاثنين أن اللغة العدوانية التي تستخدمها كوريا الشمالية تزعزع الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، مشددا على أن المناورات العسكرية الكورية الجنوبية الأميركية المشتركة التي انطلقت الاثنين لا تشكل تهديدا لأي طرف ثالث. وجدد المتحدث الأميركي موقف بلاده القائل إن خطة كوريا الشمالية لإجراء تجربة جديدة على صاروخ بعيد المدى تعتبر أمرا مقلقا ليس للولايات المتحدة فقط بل لجميع دول العالم. يذكر أن كوريا الشمالية كانت قد أعلنت نيتها إطلاق صاروخ يحمل قمرا صناعيا إلى الفضاء بيد أن واشنطن وسول وطوكيو اعتبرت ذلك مجرد ستار لتجربة صاروخ بعيد المدى من طراز “تايبودونغ2 القادر على الوصول للأراضي الأميركية. وفي نفس السياق، دعا المبعوث الأميركي الخاص بكوريا الشمالية ستيفن بوسورث بيونغ يانغ لتحسين اتصالاتها مع كوريا الجنوبية وتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية عبر نزع أسلحتها النووية عن طريق المفاوضات السداسية. كما انتقد بوسورث قيام بيونغ يانغ بقطع الخط الهاتفي العسكري المباشر مع سول احتجاجاً على المناورات العسكرية الأميركية/الكورية الجنوبية وذلك كما ورد في تصريحات صحفية أدلى بها الاثنين بعد لقائه كلا من الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ووزير الوحدة هيون إين تايك وكبير المفاوضين النوويين وي سونغ لاك. وأعاد المسؤول الأميركي التأكيد على أن واشنطن ستواصل محادثاتها مع بيونغ يانغ بناء على تحالفها مع سول بهدف تحقيق نزع كامل ومحقق للتسلح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وقلل بوسورث من شأن المخاوف من احتمال قيام إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعطاء أولوية كبرى للمفاوضات المباشرة مع بيونغ يانغ على حساب المحادثات السداسية التي تضم الصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية. وكان المسؤول الأميركي المكلف بالملف النووي لكوريا الشمالية قد وصل إلى كوريا الجنوبية السبت الماضي في زيارة تستغرق أربعة أيام حيث يختتم جولته الآسيوية التي ضمت الصين واليابان. وفي هذه الأثناء اعتبر عدد من المسؤولين والخبراء الأميركيين في واشنطن أن جميع التصريحات النارية لكوريا الشمالية -سواء بشأن المناورات التي تجري في كوريا الجنوبية أو إجراء تجربة صاروخية- تصب في محاولة بيونغ يانغ لفت انتباه إدارة الرئيس أوباما. ولفت هؤلاء إلى أن نجاح بيونغ يانغ في إجراء تجربة صاروخية جديدة لن يساهم في جذب الإدارة الأميركية للتعاطي معها مباشرة وحسب، بل سيعطي دفعا دعائيا كبيرا للنظام لإعلان تحقيق السبق على جاره الجنوبي في مجال الفضاء، لاسيما أن سول تستعد لإطلاق صاروخ يحمل قمرا صناعيا في يونيو المقبل. وكانت بيونغ يانغ قطعت آخر خط عسكري هاتفي مباشر مع سول اليوم الاثنين احتجاجاً على انطلاق المناورات العسكرية الأميركية/الكورية الجنوبية وأعلنت تأهب قواتها المسلحة، متعهدة برد انتقامي ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة في حال انتهاك سيادة أراضيها أو أجوائها أو مياهها الإقليمية، أو إسقاط الصاروخ الذي تنوي بيونغ يانغ إطلاقه إلى الفضاء. يشار إلى أن المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة بدأت أمس بمشاركة 26 ألف جندي أميركي وحاملة طائرات أميركية تسير بالطاقة النووية و30 ألف جندي من كوريا الجنوبية، وتستمر حتى العشرين من الشهر الجاري.