تنظر كوريا الجنوبية بعين القلق الى تلويح كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ تايبودونغ-2 الطويل المدى. لذا، بادرت الى نشر المدمرة سيونغ، وهي مزودة بأكثر الاسلحة الاميركية تطوراً، في جنوب وشرق شبه الجزيرة الكورية. والتعاون العسكري وثيق بين قوات الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية. فالولاياتالمتحدة نشرت مدمرتين في المنطقة. وثمة مدمرة يابانية في طريقها اليها. ولكن نشر الآليات عرض عضلات عسكري. وليس في وسع هذه السفن الحربية التصدي لصاروخ تايبودونغ-2. ففرص الصواريخ المضادة للصورايخ في تدمير تايبودونغ-2 ضئيلة. ولا شك في أن توجيه ضربة قاضية الى الصاروخ قد يحمل كوريا الشمالية على توسيع جبهة المواجهة، والرد رداً عنيفاً. وأعلنت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون أن اطلاق تايبودونغ-2 عمل استفزازي يبحث في مجلس الامن لانتهاكه قرارات الاممالمتحدة. ومشروع الرد الاميركي دليل على ضعف جاهزية الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية العسكرية لتدمير الصاروخ في اثناء اطلاقه وبعد اطلاقه. ومرد ذلك الى أن الخطر الكوري الشمالي غير فعلي، على رغم أن البلد صنع أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية. ولا يُخفى على احد ان الهدف من اطلاق هذا الصاروخ هو امتحان قدراته وفعاليته، وليس اطلاق قمر اصطناعي، على ما زعمت كوريا الشمالية. وليست بيونغيانغ في وارد القيام بعمل عسكري عدائي تترتب عليه ردود عسكرية من دول الجوار اللدودة. فالمجاعة والاوبئة تتفشيان بين سكانها. ويتنازع الجنرالات وأقارب الرئيس كيم يونغ ايل على السلطة. والحق أن اطلاق كوريا الشمالية قمراً اصطناعياً لا ينتهك القوانين الدولية. فهذا البلد يحذو حذو غيره من الدول. وتسعى كوريا الشمالية في حمل مجموعة الست على تجنب مناقشة ما تقدم عليه في مجلس الامن، وتلوح بالانسحاب من مفاوضات الدول الست، واستئناف أنشطتها النووية. إذا هي أفلحت في ذلك جاز الحكم على عملية مفاوضات الدول الست بالفشل. وتوسلت كوريا الشمالية خطاباً يدغدغ مشاعر الكوريين الجنوبين والشماليين القومية، على حد سواء. فهي اتهمت الرئيس الكوري الجنوبي بخيانة الكوريين، وتحالفه مع اليابان والاميركيين للحؤول دون اطلاق قمر اصطناعي كوري. ويلقى هذا الخطاب اصداء في الكوريين الجنوبيين الذين شعروا بالفخر يوم اختبرت كوريا الشمالية السلاح النووي في 2006. ولكن، على خلاف الكوريين الجنوبيين، لن يحتفي اليابانيون بإقدام كوريا الشمالية على مثل هذه الخطوة. ويتفادى الكوريون الجنوبيون الظهور على أنهم حلفاء اليابان في نزاع عسكري ضد كوريا الشمالية. وتتوسل كوريا الشمالية باطلاق صاروخ تايبودونغ-2 الى ابتزاز الدول الست، وحملها على رشوتها لقاء العدول عن طموحاتها العسكرية والنووية. صحافي خبير في شؤون شمال شرقي آسيا، عن موقع «ايجيا تايمز» الهونكونغية، 28/3/2009، اعداد منال نحاس