أكدت مصادر فلسطينية موثوق بها أن رئيس الهيئة الأمنية السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد والمفاوض الرئيس في صفقة تبادل الأسرى مع"حزب الله"اللبناني في العام 2004 عوفر ديكل، زارا باريس في إطار المساعي لإبرام صفقة إطلاق الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت. وأشارت إلى أن ديكل زار العاصمة الفرنسية قبل ثلاثة أيام، فيما سبقه غلعاد بنحو أسبوع، وناقشا مع مسؤولين فرنسيين تفاصيل صفقة إطلاق شاليت مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال. وأوضحت أن غلعاد بحث مع المسؤولين الفرنسيين في ملف التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إضافة إلى قضية تبادل الأسرى، قبل أن تتعثر الجهود المصرية في الملفين بسبب اشتراط المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر في جلسته الأربعاء الماضي اتمام صفقة التبادل قبل التهدئة. وشددت المصادر على أن فرنسا التي دخلت على خط ملف شاليت منذ أسره نظراً إلى كونه يحمل جنسيتها، يهمها كثيراً إنجاز الصفقة عبر قيامها"بدور مساعد"للدور المصري في هذا الشأن. وأشارت إلى أن الوساطة الفرنسية تتم بتنسيق تام مع القاهرة. ولفتت إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مهتم شخصياً باتمام الصفقة، وأنه سلّم بنفسه الرئيس السوري بشار الأسد أثناء زيارته الى العاصمة السورية دمشق قبل بضعة أسابيع، رسالة من والدي شاليت نقلتها دمشق إلى قيادة حركة"حماس"التي نقلتها إلى غزة، حيث يحتجز الجندي الأسير منذ 25 حزيران يونيو 2006. وكشفت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتانياهو وافق قبل تكليفه على صفقة شاليت، على أن تتم الصفقة في عهد الحكومة الحالية برئاسة رئيسها المنصرف إيهود أولمرت، لكن الأخير أراد أن يلقي بلمف الصفقة في"حجر"نتانياهو. وقالت إن هذا التجاذب هو أحد الأسباب، بين أسباب اخرى، وراء قرار أولمرت وضع العربة أمام الحصان من خلال إصراره على اتمام الصفقة قبل التهدئة، ما أثار غضب المسؤوليين المصريين. وكانت صحيفة"هآرتس"العبرية قالت أول من أمس إن المفاوضات الحقيقية بين"حماس"وإسرائيل بخصوص صفقة تبادل الأسرى تتم في باريس، ويديرها من الجانب الاسرائيلي عوفر ديكل مندوب أولمرت الذي أجرى مفاوضات عملية تبادل الأسرى مع"حزب الله"اللبناني بوساطة ألمانيا، وإن فرنسا تديرها مع"حماس"عبر الوسيط القطري. وذكرت أن الدوحة وعدت ساركوزي بممارسة الضغط على"حماس"حتى تلين مواقفها في شأن هذه الصفقة. وأشارت إلى أن قطر سبق لها أن توسطت في موضوع شاليت، إذ تسلمت من فرنسا رسالة كان كتبها والدا الجندي الأسير إلى ابنهما وأوصلتها إليه في غزة، ما نفته مصادر ل"الحياة"أكدت أن سورية هي التي نقلت الرسالة. وقالت مصادر إسرائيلية مطلعة إن أولمرت أبلغ المسؤولين الفرنسيين بأن نتانياهو أبدى تأييده لتنفيذ صفقة تبادل أسرى مع"حماس"يتم خلالها اطلاق سراح شاليت مقابل 1100 أسير فلسطيني. لكنه أوضح أنه يؤيد هذه الصفقة فقط إذا تمت تحت حكم أولمرت، ولا يتعهد أبداً باستمرار التفاوض عليها في حال تسلمه الحكم.