وضع الإسباني رافايل نادال، سيد الملاعب الترابية منذ 4 سنوات، حداً لسيطرة السويسري روجيه فيدرر، ملك الملاعب العشبية، وأبعده عن عرش كرة المضرب بعد هيمنة من دون انقطاع استمرت 4 أعوام أيضاً، بإزاحته عن صدارة التصنيف العالمي. وسيبقى يوم 18 آب أغسطس تحديداً، غداة فوزه بذهبية دورة الألعاب الأولمبية، محفوراً في ذاكرة نادال 22 عاماً باعتلائه صدارة التصنيف العالمي للمرة الأولى، لكن الحكاية بدأت قبل ذلك بنحو 6 أسابيع في لندن، عندما بات أول لاعب يحرز بطولتي رولان غاروس الفرنسية وويمبلدون الإنكليزية، ثاني وثالث البطولات الأربع الكبرى، بعد 28 عاماً من إنجاز السويدي الشهير بيورن بورغ عام 1980. وألحق نادال يومها الخسارة الأولى بفيدرر على الملاعب العشبية منذ عام 2002، وتحديداً عندما خرج من الدور الأول بخسارته أمام الكرواتي ماريو انسيتش، وأوقف انتصاراته المتتالية عليها عند 65 فوزاً. وأخيراً، أنهى نادال الموسم بحصيلة تدعو إلى الإعجاب والفخر: 8 ألقاب منها اثنان كبيران رولان غاروس وويمبلدون و82 انتصاراً منها 4 على فيدرر، في مقابل 11 خسارة وتقدم بفارق كبير في التصنيف العالمي عن مطارديه 6675 نقطة في مقابل 5305 لفيدرر الثاني و5295 نقطة للصربي نوفاك ديوكوفيتش الثالث، إضافة إلى بلوغه نصف نهائي بطولة استراليا المفتوحة وفلاشينغ ميدوز للمرة الأولى. سيدات وخلافاً لما هي عليه الحال لدى الرجال إذ تصدر لاعبان فقط الترتيب العالمي، فإن المشهد مختلف تماماً لدى السيدات، إذ لم تستقر لاعبة على القمة أكثر من أسابيع معدودة فتعاقبت عليها 6 لاعبات بعد إعلان البلجيكية جوستين هينان اعتزالها في أيارمايو. وأدى اعتزال هينان إلى تسلق الروسية ماريا شارابوفا مباشرة الصدارة لكن ذلك لم يدم طويلاً بسبب تراجع مستواها بداعي الإصابة وتألق الصربية آنا ايفانوفيتش التي توجت بطلة في رولان غاروس على حساب الروسية دينارا سافينا، واعتلت الصدارة للمرة الأولى. ولم تلبث ايفانوفيتش أن تنازلت عن الصدارة لمواطنتها يلينا يانكوفيتش بعد نحو 6 أسابيع قبل أن تستعيدها بعد أسبوع واحد، إثر حصولها في بكين على البرونزية ولفترة بسيطة تنازلت بعدها عنها مجدداً لمصلحة يانكوفيتش.