لندن - أ ف ب - تشهد بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، ثالث بطولات «الغراند سلام» الأربع الكبرى، التي تنطلق اليوم (الإثنين) نزالاً جديداً بين لاعبين من الوزن الثقيل هما الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني رافايل نادال المصنفين في المركزين الأولين في العالم. ومع ديوكوفيتش ونادال، هناك المخضرم السويسري روجيه فيدرر الثالث عالمياً، حاملاً خبرته الطويلة وتاريخه الناصع على الملاعب العشبية، والساعي إلى معادلة رقم الأميركي بيت سامبراس. ولويمبلدون أهمية مضاعفة هذا العام، كون ملاعبها ستحتضن أيضاً منافسات مسابقة كرة المضرب في دورة الألعاب الأولمبية، التي تستضيفها العاصمة البريطانية لندن وتفتتح في ال27 من الشهر المقبل. ويبقى اسم ويمبلدون مرادفاً لسامبراس وفيدرر اللذين يعدان من أفضل ما عرفته ملاعب كرة المضرب حتى الآن، فالأول اعتزل قبل أعوام، والثاني اقترب كثيراً من الاعتزال، وقد يكون موسمه الحالي الأخير له. فصل عقد تقريباً بين مسيرة اللاعبين، فحقق سامبراس أبرز إنجازاته في تسعينات القرن الماضي، وانتزع الرقم القياسي لعدد ألقاب «الغراند سلام» برصيد 14 لقباً، منها سبعة ألقاب في بطولته المفضلة ويمبلدون، ثم حمل فيدرر المشعل بدءاً من 2003، إذ حطم الرقم القياسي، محرزاً حتى الآن 16 من الألقاب الكبيرة، منها ستة في ويمبلدون. وإذا كان سامبراس أحرز لقبه السابع والأخير في البطولة البريطانية في ال28، فإن فيدرر سيبلغ ال31 الشهر المقبل، وقد تكون بالتالي فرصته الأخيرة لمعادلة رقم سامبراس بسبعة ألقاب. يذكر أن سامبراس لا يزال يحمل الرقم القياسي لأطول فترة في صدارة التصنيف العالمي بفارق أسبوع واحد فقط عن فيدرر. لا تبدو مهمة فيدرر، الذي يفضل الملاعب العشبية أيضاً، سهلة على الإطلاق بوجود ديوكوفيتش ونادال، مع العلم بأن اللاعبين الثلاثة يحتكرون الألقاب الكبيرة وصدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين منذ عام 2004. وتكفي الإشارة إلى أن اللقب الأخير لفيدرر في بطولات «الغراند سلام» يعود إلى كانون الثاني (يناير) 2010 في ملبورن الأسترالية، فشل بعدها في فرض نفسه أمام نجمين يصغرانه سناً ويملكان كل مقومات السيطرة على الألقاب وصدارة التصنيف لسنوات طويلة، فديوكوفيتش في ال25، ونادال في ال26. جاءت خمسة من ألقاب فيدرر على التوالي بين أعوام 2003 و2007، وأضاف السادس عام 2009 في بطولة غاب عنها نادال بسبب إصابة في الركبة، ثم خرج من ربع النهائي في 2010 أمام التشيخي توماس برديتش، وأمام الفرنسي جو ويلفريد تسونغا من الدور ذاته العام الماضي، وكانت المباراة الأولى التي يخسرها في «الغراند سلام» وهو متقدم بمجموعتين. سنحت بعض الفرص لفيدرر لرفع رصيده إلى 17 لقباً كبيراً، وكان قريباً من ذلك في بطولة «فلاشينغ ميدوز» الأميركية العام الماضي حين تقدم على ديوكوفيتش بمجموعتين في نصف النهائي، قبل أن تخونه لياقته البدنية أمام الصربي المتعطش للألقاب. يواصل السويسري تقديم العروض القوية والممتعة، وغالباً ما يحجز مكاناً له في نصف نهائي البطولات الكبيرة، قبل أن يتوقف مشواره أمام ديوكوفيتش أو نادال، كما حصل بخسارته أمام الصربي بثلاث مجموعات في نصف نهائي بطولة «رولان غاروس» الفرنسية مطلع الشهر الجاري. وقد يلتقي النجمان مجدداً في نصف نهائي البطولة الإنكليزية في حال قدّر لهما التأهل. وفي آخر مباراة له قبل المشاركة في «ويمبلدون»، تلقى فيدرر خسارة غير متوقعة أمام لاعب أكبر منه سناً (34 عاماً) هو الألماني طومي هاس، في نهائي دورة هالة الألمانية الأسبوع الماضي. وتبدو معنويات السويسري مرتفعة لإحراز لقب جديد بقوله: «ثقتي بنفسي مرتفعة، لقد فزت بالعديد من الدورات والمباريات في العام الماضي، وأشعر بأنني في حال رائعة»، مضيفاً: «أنا جاهز للمباريات، وعطشي للقب كبير». ويلتقي فيدرر في الدور الأول الإسباني البرت راموس. بدوره، يريد ديوكوفيتش الدفاع عن لقبه الذي أحرزه في العام الماضي بفوزه على نادال في المباراة النهائية، وكان الأول والوحيد له في ويمبلدون حتى الآن. وفشل الصربي في أن يكون ثالث لاعب في التاريخ يحرز الألقاب الأربعة في «الغراند سلام» على التوالي، بخسارته أمام نادال بالذات في نهائي «رولان غاروس» الأخيرة. عزز ديوكوفيتش رصيده ب30 لقباً حتى الآن، منها خمسة في البطولات الكبرى، لكنه يدرك تماماً أن المركز الأول في التصنيف العالمي الذي انتزعه من نادال منتصف العام الماضي قد لا يبقى بحوزته في حال عدم بلوغه المباراة النهائية. وقال الصربي: «أعتقد بأنه لا تزال أمامي سنوات عدة»، مضيفاً: «بما أنه يقدر لي خوض المباريات النهائية للغراند سلام، فأحياناً يكون الفوز من نصيبي، وأحياناً أخرى لا يكون كذلك». وبالنسبة إلى الماتادور الإسباني الذي أكد تخصصه على الملاعب الترابية بإحرازه اللقب السابع في «رولان غاروس» (رقم قياسي)، فقد أثبت أن أداءه على الملاعب العشبية لا يقل شأناً، خصوصاً أنه خاض المباراة النهائية في «ويمبلدون» في البطولات الست الماضية، فتوّج بطلاً عام 2008 (في نهائي مشهود مع فيدرر) و2010، وخسر أمام فيدرر في 2006 و2007، وأمام ديوكوفيتش في 2011، وغاب في 2009 بسبب الإصابة. وبعد فوزه ب «رولان غاروس»، خسر نادال في ربع نهائي دورة هالة أمام الألماني فيليب كولشرايبر. رفض الإسباني الحديث عن اللقب في إنكلترا بقوله: «أنا سعيد بما حققته منذ بداية الموسم، ولكن التفكير بإحراز لقب جديد في ويمبلدون يبدو من الجنون»، مضيفاً: «لا أستطيع التفكير باللقب، بل فقط بمواصلة التدريبات». ويبقى أندي موراي المصنف رابعاً أمل بريطانيا بلقب في «الغراند سلام» للمرة الأولى، منذ أن حقق ذلك فريد بيري عام 1936، لكن استعداداته للبطولة تأثرت بإصابة في الظهر. ومن أبرز اللاعبين المرشحين للعب دور في هذه البطولة الفرنسي جو ويلفريد تسونغا، والتشيخي توماس برديتش والإسباني دافيد فيرر، والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو.