يبدأ السويسري روجيه فيدرر المصنف أول عالمياً، اعتباراً من اليوم الاثنين حملة الدفاع عن سيطرته الكبيرة على ألقاب بطولة ويمبلدون الانكليزية لكرة المضرب، ثالث البطولات الأربع الكبرى الغراند سلام، في الأعوام الخمسة الأخيرة، أمام منافسة قوية، خصوصاً من الإسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش. وتكتسي البطولة الإنكليزية أهمية كبيرة بالنسبة إلى فيدرر في مسيرته الاحترافية، فهو يسعى إلى استعادة نغمة الألقاب الكبرى البالغ عددها في رصيده حتى الآن 12 لقباً، لكنها غائبة عن خزائنه هذا العام بعد فشله في بطولتي أستراليا وفرنسا بخروجه من الدور نصف النهائي في الأولى على يد ديوكوفيتش، وخسارته النهائي في الثانية أمام نادال. وإذا كان فيدرر عزا خروجه من بطولة أستراليا إلى إصابته بفيروس، فإنه تلقى خسارة مذلة أمام نادال في نهائية"رولان غاروس"، هي الأسوأ في مسيرته الاحترافية. ويطمح فيدرر إلى إعادة الأمور إلى نصابها من خلال بطولة ويمبلدون على الملاعب العشبية التي يعتبر اختصاصياً فيها، وبالتالي محو الصورة المخيبة التي بدا عليها منذ مطلع العام الحالي، ليؤكد أن ما حصل لم يكن سوى"كبوة فارس"، وأنه لا يزال يملك الإمكانات والمؤهلات التي خولته صدارة التصنيف العالمي منذ أعوام عدة. ويدرك فيدرر أن أي فشل في ويمبلدون سيكون مؤثراً في مسيرته الاحترافية وربما يكون بداية النهاية، خصوصاً أمام التألق اللافت لعدد من اللاعبين الصاعدين، أبرزهم ديوكوفيتش. ويدخل فيدرر، الذي يحتل المركز الثاني في عدد الألقاب الكبرى 12 لقباً إلى جانب الأسترالي روي ايمرسون، البطولة بمعنويات عالية بعدما توج الأسبوع الماضي بلقب دورة هالة الألمانية للمرة الخامسة في مسيرته، محافظاً بالتالي على سجله خالياً من الخسارة على الملاعب العشبية في 59 مباراة متتالية. كما أن فيدرر قد يلاقي في الدور الثاني اختباراً صعباً أيضاً أمام الأسترالي ليتون هويت، آخر لاعب نال لقب ويمبلدون 2002 قبل أن يسيطر فيدرر. وخسر فيدرر 8 مباريات في 6 أشهر منذ مطلع الموسم الحالي، أي مباراتين أكثر من المباريات التي خسرها عام 2006، ومباراة أقل من المباريات التي خسرها العام الماضي. وسقط فيدرر 3 مرات أمام نادال على الملاعب الترابية، لكنه خسر أيضاً مباريات أمام لاعبين فرض أفضليته عليهم في الأعوام الأخيرة، أمثال الأميركي اندري روديك والتشيخي راديك ستيبانيك والأميركي الآخر ماردي فيش. وقال فيدرر:"أنا واثق بقدرتي على العودة إلى حصد الألقاب، الجميع يعتبر أنني أحقق موسماً سيئاً، لكن الواقع يؤكد خلاف ذلك، إذ بلغت دور الأربعة في أستراليا والمباراة النهائية في رولان غاروس، إنها نتائج جيدة". وتابع:"لا يجب أن ننسى أن جميع اللاعبين يرغبون في الفوز على فيدرر، ومبارياتهم أمامي جميعها نهائية وهنا تكمن الصعوبة. اعرف أن الضغط كبير عليّ، لكني واثق من نجاحي". في المقابل، يبدأ نادال المصنف ثانياً مشواره بمواجهة الألماني اندرياس بيك. ويمني نادال النفس ببلوغ المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي، بعدما خسر أمام فيدرر في العامين الأخيرين، خصوصاً أنه يدخل البطولة هذا العام بمعنويات عالية بتتويجه بطلاً لرولان غاروس للعام الرابع على التوالي بتغلبه على فيدرر، ثم إحرازه لقب دورة كوينز على الملاعب العشبية للمرة الأولى في مسيرته بتفوقه على العملاق الكرواتي ايفو كارلوفيتش وروديك وديوكوفيتش في المباراة النهائية. وبعدما نجح في معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب المتتالية في رولان غاروس الذي كان بحوزة بورغ، يأمل نادال بمعادلة رقم ثان للسويدي وهو الثنائية رولان غاروس وويمبلدون إذ كان بورغ آخر من حقق هذا الإنجاز 3 مرات متتالية أعوام 1978 و1979 و1980. وفي حال نجح نادال في مشواره في الأدوار الأولى في البطولة فإنه قد يلاقي الروسي نيكولاي دافيدنكو في نصف النهائي وفيدرر في النهائي للعام الثالث على التوالي. وأكد نادال أن فيدرر"أخذ علماً بفوزي في دورة كوينز، وهو سيضع ذلك في حساباته. أنا العب جيداً في الوقت الحالي وسأحاول الحفاظ على تركيزي لأحرز اللقب". ويلعب ديوكوفيتش الثالث مع الألماني ميكايل بيرر، وهو مرشح بقوة لبلوغ دور الأربعة، حيث من المفترض أن يلاقي فيدرر. ولدى السيدات، ستكون المنافسة حامية بين لاعبات كثيرات، في مقدمهن الصربية انا ايفانوفيتش المصنفة أولى وبطلة رولان غاروس قبل أسبوعين، ومواطنتها يلينا يانكوفيتش الثانية، وبطلة عام 2004 الروسية ماريا شارابوفا الثالثة، ومواطنتها وصيفة بطلة رولان غاروس الصاعدة بقوة هذا العام دينارا سافينا، وحاملة اللقب الأميركية فينوس وليامس وشقيقتها سيرينا. وتستهل ايفانوفيتش مشوارها بمواجهة البارغويانية روسانا دي لوس ريوس، فيما تلعب يانكوفيتش مع الأوكرانية اولغا سافتشوك، وشارابوفا مع الفرنسية ستيفاني فوريتز. وقالت شارابوفا التي خسرت صدارة التصنيف العالمي لمصلحة ايفانوفيتش قبل أسبوعين:"الجميع يرشحني وايفانوفيتش إلى المباراة النهائية، لكن الأمور لن تكون سهلة. صحيح إنني أتألق على الملاعب العشبية والعب فيها بارتياح كبير، لكن هذا لا يعني أن تحقيق الانتصارات سيكون سهلاً". وأضافت شارابوفا التي نالت اللقب عام 2004 وعمرها 17 عاماً:"هناك منافسات عدة بإمكانهن التألق وإحراز اللقب". وشاطرت ايفانوفتيش شارابوفا الرأي وقالت:"الملاعب العشبية تكتسي طابعاً خاصاً واللعب عليها سريع جداً، وبالتالي يجب أن تكون جاهزاً بدنياً". وتابعت ايفانوفيتش التي خرجت من دور الأربعة العام الماضي على يد فينوس:"لدي ضربات قوية لكن عليّ تحسين أمور أخرى لأكون في الموعد". وتبدأ فينوس وليامس المصنفة سابعة حملة الدفاع عن لقبها بمواجهة البريطانية ناومي كافاداي، هي تسعى إلى اللقب الخامس في البطولة الإنكليزية.