حذر قائد "قوات الصحوة" في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، من "مصير قاتم ينتظر مقاتليه اذا لم تعالج الحكومة البطالة التي سيعانون منها بعد ضم بعضهم الى صفوف القوات الأمنية". الى ذلك، نفى محافظ ديالى رعد جواد التميمي أن يكون"تنظيم القاعدة"أقام استعراضاً عسكرياً في حي التحرير جنوببعقوبة. واعتبر مخاوف اللجنة الدولية الخاصة بالدفاع عن منظمة"مجاهدين خلق"الايرانية المعارضة للنظام الايراني في العراق"غير مبررة بعد تولي القوات العراقية حماية معسكر اشرف الخاص بها". وقال زعيم"قوات الصحوة"أ ف ب في ديالى علاء حمد سلطان النداوي، المكنى بأبي تقوى وهو في الثلاثينات، ان"القوات العراقية فاجأتنا بقرار نزع سلاحنا وغلق مقراتنا بعد عملية"بشائر الخير"، على رغم عدم ارتباط قواتنا بأي جهة او حزب سياسي". وتابع:"توقعنا ان تقوم القوات العراقية بملاحقة الارهابيين والخارجين عن القانون وتصفية بؤر الارهاب". واوضح"نحن لا نتحمل مسؤولية عودة الخلايا الارهابية والقاعدة الى ديالى". وعبّر عن قلقه قائلا"اذا استمرت الاوضاع كما هي الآن فعلينا الرحيل الى خارج البلاد لضمان سلامة عائلاتنا بعد ان قاتلنا القاعدة واصبحنا من ألد اعدائها". وحذّر من ان ذلك يعني"نهاية قوات الصحوة". واشار النداوي الى ان عدد المقاتلين في"اللجان الشعبية"، تسمية تطلق على"قوات الصحوة"في ديالى،"حوالي 30 الف مسلح". لكن الجيش الاميركي يؤكد وجود نحو 29 الفاً يتوزعون على محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى ذات الغالبية السنية. من جهته، اعلن قائد الشرطة الوطنية في المحافظة الفريق الركن حسين العوادي"ان اللجان الشعبية قدمت شهداء وهي جزء من قوات الامن وقد امر رئيس الوزراء نوري المالكي بضم عشرين في المئة منهم وهناك وظائف مدنية للذين يتم قبولهم". بدوره، نفى اللواء عبدالكريم خلف، الناطق باسم وزارة الداخلية"حل اللجان الشعبية قوات الصحوة فهي جزء من قوات الامن وتعمل الى جانب الشرطة والجيش"حتى الآن. واضاف"كان من الضروري اغلاق مقار لجان الصحوة لتكون القيادة للقوات الحكومية التي تتولى المسؤولية عن حفظ الامن". من جانبه، قال عبدالله السامرائي 35 عاما من سكان بعقوبة،"قدمت عشرات الطلبات ورفضت القوات الامنية قبولي رغم انني اصبحت مطاردا من القاعدة ... واذا لم تتغير الاحوال، سأرحل عن ديالى الى اي مكان في العالم". وقال ابراهيم العبيدي 28 عاما ان"الحكومة غير مبالية. لقد قدمت اكثر من عشرة طلبات دون جدوى رغم موافقتهم على اخرين في بغدادوالمحافظات ... مستقبلي في خطر فالقاعدة تلاحقنا والحكومة لا تهتم بنا رغم تقديمنا شهداء ومخاطرتنا بحياتنا". من جهته، قال باسم الكرخي، احد قادة"قوات الصحوة"في ديالى"من الافضل ان يسبق هذه الخطوة تنسيق بين الحكومة وقوات الصحوة لبحث مدى امكان استيعاب عناصرنا في قوات الامن". واعرب عن قلقه حيال"عدم قدرة الحكومة على توفير فرص عمل مما سيؤدي الى ارتفاع معدلات البطالة وبالتالي توجه الشباب الى تنظيمات مسلحة معادية لنا". من جهة أخرى، قال محافظ ديالى ل"الحياة"ان"بعض عناصر القاعدة يسعون الى بث الدعايات وترويج الاكاذيب لإيهام المواطنين بوجودهم في ديالى، ولا حقيقة لما اشيع عن تنفيذ استعراض عسكري في حي التحرير او في اي مكان آخر في محافظة ديالى"، مؤكدا"فرضت القوات الامنية سيطرتها على 80 في المئة من المحافظة، والعمليات ما زالت مستمرة لتحقيق الامن والاستقرار فيها". وعن مخاوف شيوخ ومسؤولي"الصحوات"في المدينة من حملة الاعتقالات التي تنفذها القوات الحكومية بعد اعتقال عدد من مسؤولي التشكيلات العشائرية المسلحة اكد التميمي"ضرورة احتضان عناصر الصحوة في المرحلة الراهنة وتنسيبهم الى الاجهزة الامنية ليكونوا شركاء في اعادة المؤسسات الحكومية وفرض سلطة القانون بعد التحسن الامني الذي فرضته العمليات الامنية في المستقبل". على صعد آخر قال التميمي إن مخاوف اللجنة الدولية للمحامين المكلفين الدفاع عن منظمة"مجاهدين خلق"الايرانية بعد تسلم القوات العراقية ملفها ان"المنظمة في اراضينا وواجب علينا حمايتها كما ان مخاوف اللجنة الدولية مبالغ فيها وليس هناك ما يدعو الى القلق جراء تسلم القوات العراقية الملف الامني في معسكر اشرف". وكانت اللجنة الدولية للمحامين المكلفين الدفاع عن معسكر أشرف في العراق اعربت في بيان من باريس عن قلقلها من تهديد حياة ثلاثة آلاف معارض إيراني في المعسكر بعد تسليم الملف الامني الخاص بحمايتهم إلى السلطات العراقية في وقت منحت الحكومة المنظمة ستة شهور لمغادرة البلاد بعد اتهامها بالتدخل في الشأن العراقي واحتضانها معارضين للنظام الجديد وبعثيين.