عزا شيوخ ووجهاء مدينة بعقوبة استهداف شيوخ العشائر وزعماء "مجالس الصحوة" في المدينة إلى الخلافات الأخيرة بين أجهزة الأمن والأحزاب السياسية، فيما توعدت عشيرة العبيد بالثأر لرئيس"مجلس صحوة الخالص"الذي قُتل على أيدي مسلحين يشتبه في انتمائهم الى تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". يأتي ذلك في حين تواصل حظر التجول في المدينة بعد إعلان الكتائب المسلحة تعطيل أعمالها حتى تنفيذ مطلبها القاضي بإقالة قائد الشرطة الذي أكد أن قواته ستتولى مسؤولية الأمن. وكان مسلحون يشتبه في انتمائهم الى تنظيم"القاعدة"اغتالوا رئيس"مجلس صحوة الخالص"الشيخ حميد ذياب العبيدي، فيما خُطف اثنان من وجهاء عشيرة العبيد قرب"معسكر أشرف"التابع لمنظمة"مجاهدي خلق"الايرانية المعارضة. وشدد الشيخ ناصر محمد العبيدي، أبرز وجهاء العشيرة في ديالى، على أن"دماء شيوخ العبيد لن تذهب سدى، وسنسحق الارهاب في الخالص مهما كلفنا ذلك". واتهم وجهاء وزعماء عشائر في ديالى المسؤولين والاحزاب السياسية بالتسبب في تردي الأوضاع الأمنية في المدينة. واعتبر الشيخ مصطفى التميمي استهداف زعماء"الصحوة"في ديالى، دليلاً على وجود خروقات أمنية خطيرة في صفوف أجهزة الأمن، مشيراً إلى أن نائب رئيس المجلس البلدي في قضاء الخالص والقيادي البارز في"صحوة"عشائر العبيد فى منطقة الزركانية التابعة لناحية العظيم قُتل في مكمن بعدما خطف مسلحون اثنين من أفراد حمايته. واعتبر عضو"مكتب اسناد ديالى"النائب في كتلة"الائتلاف العراقي الموحد"طه درع الطائي"أن الخلاف على قائد شرطة ديالى جزء من مشكلة كبيرة داخل المؤسسات الحكومية في المدينة"، مشيراً الى أن"هناك حالة استقطاب طائفي وتوظيف لمحاربة قائد الشرطة اللواء غانم القريشي على يد المسؤول الأمني في المحافظة الذي له دور في تعقيد الأوضاع في شكل يخدم مصالح سياسية". وأوضح أن القريشي"تسلم مسؤولية جهاز الشرطة في وقت كانت فيه بعقوبة تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وتمكن من بناء جهاز الشرطة عن طريق التحاق أهالي المدينة". وكانت أجهزة الشرطة أعلنت أول من أمس حظراً للتجول حتى إشعار آخر في مدينة بعقوبة بعد إعلان"مجالس الصحوة"تعليق تعاونها مع قوات الأمن العراقية والأميركية. في المقابل، أكد قائد شرطة ديالى اللواء غانم القريشي ل"الحياة"أن"قوات الأمن العراقية نشرت تعزيزات إضافية في شوارع المدينة وستتولى حفظ الأمن". ولفت الى أن"قرار اللجان الشعبية سحب مقاتليها من ساحات بعقوبة الجمعة وتهديداتها بتنظيم عصيان مدني وإضراب عام، يأتي بعد مطالبة أمراء اللجان وقادتهم بتجنيد جميع منتسبيهم في الشرطة من دون مراعاة الامكانات المتاحة لنا". وفي شأن اتهام النائب سليم الجبوري لقائد الشرطة بخرق حقوق الانسان وفصل الضباط المهنيين، قال القريشي:"أنا رجل أمن ولا شأن لي بالسياسيين وما يقولونه. وللحقيقة نقول إن الضابط المهني الذي يقصده الجبوري هو نائب قائد شرطة ديالى العميد اياد محمد الكرخي الذي اضطررنا الى فصله بعد انضمامه الى تنظيمات القاعدة، بحسب تسجيلات صوتية ومصورة نُشرت على الانترنت، علاوة على ملصقات وزعت في بلدته كنعان".