يطلق عازف الغيتار والعود الأردني كمال مسلّم اليوم في عمّان، ألبومه الثاني الذي يحمل عنوان "Out of My City" ، ليشارك الأردنيين موسيقى يحاكي فيها أجواء مختلفة من عالم"الجاز"تختلط فيها نكهات شرقية ومتوسطية وعالمية. ما يجعل من ألبومه أحد أنضج الأعمال الموسيقية على الساحة الأردنية الشابة. وقدِم الموسيقي الثلاثيني خصيصاً من مكان إقامته في دبي، ليطلق ثاني ألبوم له منذ انطلاق مسيرته الموسيقية في بداية التسعينات، حيث لحِق أهواءه الموسيقية وترك مهنة التصميم المعماري. فبنى اسماً موسيقياً ضمن صفوف محبي موسيقى"الجاز"في عمّان وغيرها من المناطق التي أقام فيها، مثل فرنسا وسويسرا والإمارات ولبنان حيث عزف مع زياد الرحباني فترة من الزمن. وفي مقابلة الكترونية مع مسلم قُبيل وصوله إلى عمّان، قال:"تبعت حدسي في ما يخص التوجه الصوتي في المقطوعات الموسيقية في الألبوم، خصوصاً أن التوزيع الموسيقي لكل قطعة كان معقداً ومكثفاً... لذلك كان يتحتم عليّ اتخاذ قرارات سريعة حول الآلات التي أريد استخدامها في القطع المختلفة". ومع إشارته الى أنه كان على عجلة من أمره في تسجيل معظم المقطوعات، إلا أنه يبدو جلياً تكوّن الرؤية الموسيقية الواضحة في ألبوم"Out of My City"أو"خارج مدينتي"، إلى جانب تطور النفس الموسيقي الخاص بمسلّم، مقارنة بألبومه الأول"On a Jordan River"s Side"أو"على ضفة من نهر الأردن". يجد المستمع للألبوم الثاني نكهات ثقافية متناثرة ورحبة في القطع الموسيقية العشر المقدمة، خصوصاً أن مسلّم كان استضاف عدداً من الموسيقيين من مختلف الجنسيات ليضعوا بصماتهم الخاصة على القطع الموسيقية المختلفة. ومن الموسيقيين المشاركين عازف الساكسوفون الإيطالي أدا روفاتي، والمغني الصوفي التونسي منير طرودي الذي يتجلى بتوشيحات صوتية في أول وآخر مقطوعة في الألبوم، إضافة إلى المغنية السورية ذات الصوت الشجي رشا رزق من فرقة"إطار شمع"التي تغني في المقطوعة الثامنة من الألبوم"Lost but Found Again"، وغيرهم من الموسيقيين من شرق آسيا وأوروبا مثل العازف كريشنا على آلة"الماردينغام"الكلاسيكية الهندية في المقطوعة الأولى والتي تحمل عنوان الألبوم. هذا التنوع في المشاركات والاتكال على الحدس الموسيقي القوي، أضفى لمسة خاصة على العمل الذي يمكن وصفه بأنه خفيف الروح وسهل الهضم حتى لمن ليسوا على علاقة وطيدة بموسيقى الجاز. فتمكن مسلّم مع الموسيقين المشاركين في التأليف والتوزيع الموسيقي من طرح موسيقى الجاز بقوالب موسيقية مختلفة، منها شرقي زخم المذاق، ومنها ما له طعم هندي حارّ، وغيرها ذات المذاق الأوروبي الدافئ المختلط بدفء الصحراء المغربية في لحظات كثيرة هنا وهناك. يذكر أن معظم المقطوعات الموسيقية من تأليف مسّلم الذي قام بتوزيع ست مقطوعات، مقابل أربع هي من توزيع الموسيقي إيلي عفيف بالتعاون مع روني عفيف ونبيل عمارشي في مقطوعتين منفصلتين. أما الغلاف، فتميز بطابع مبتعد عن الأسلوب العربي في الطرح والتسويق، إذ زينت صورة مسلّم الغلاف بأسلوب غير مألوف. فلم يختر الجلوس ساكناً أمام الكاميرا على غرار معظم الأغلفة في المنطقة العربية، واختار بدلاً من ذلك ما يعبر عن شخصية الموسيقي المتحرر وهو يحمل غيتاره بيده ويمشي في الطرقات وعلى ظهره حقيبة تنم عن تنقلاته وحبه للحركة والتغيير. يُشار الى أن توزيع الألبوم بدأ في دبي منذ مطلع الشهر الماضي، بينما سيتم التوزيع في عمّان ابتداء من الأسبوع المقبل، إضافة إلى بيعه على الإنترنت وفي محافل أخرى بحسب الخطة التسويقية المتبعة من شركة"K&G"المنتجة للألبوم بالتعاون مع مسلّم.