أنهى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، زيارة رسمية إلى تونس استمرت ثلاثة أيام، أثمرت توقيع اتفاقات وصفقات تجارية. وقدرت القيمة الإجمالية للعقود ببليوني يورو . وتوصل الوفد المرافق لساركوزي إلى صفقة تضم 16 طائرة"آرباص"10 من طراز أ 320 و3 من طراز أ 330 و3 من طراز أ 350 ، مع احتمال شراء ثلاث طائرات إضافية من طرازي أ330 وأ350، فيما كان متوقعاً الوصول إلى صفقة بعشر طائرات. وقدرت الصفقة التي تهدف إلى تجديد أسطول"التونسية"، ب1.57 بليون يورو. كما وقّع اتفاق لإقامة وحدة للتصنيع تابعة لمجموعة الدفاع والطيران الفرنسية - الألمانية أيدس EADES في تونس، تؤمن نحو ألفي فرصة عمل. وشملت الاتفاقات، التي رعى حفلة التوقيع عليها الرئيسان بن علي وساركوزي، مساعدة تونس على إنشاء محطة كهرونووية بقيمة 360 مليون يورو يُستكمل بناؤها في 2020 ، بالاعتماد على التكنولوجيا النووية الفرنسية للحد من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية المرشحة للنضوب في تونس. وستكون هذه المحطة بقوة 800 إلى 900 ميغاوات، وهي ثمرة للتعاون بين المديرية الفرنسية للطاقة الذرية والمركز الوطني للبحوث النووية في تونس. إلا أن الاتفاق لا بد أن يحظى أولاً بموافقة الهيئة الأوروبية للطاقة الذرية"يوراتوم". كما أسندت الى مجموعة"أريفا"الفرنسية صفقة لدراسة استخراج اليورانيوم من الفوسفات الخام الذي تنتجه تونس بكميات تجارية. واستأثر قطاع الكهرباء بقسم مهم من الاتفاقات التي توجت زيارة ساركوزي، إذ فازت مجموعة"ألستوم"الفرنسية بصفقة قيمتها 300 مليون يورو لتجهيز محطة"غنّوش"لتوليد الكهرباء في محيط ميناء قابس الصناعي جنوب. ووقع مسؤولون في الوكالة الفرنسية للتنمية سبعة اتفاقات مع مسؤولين تونسيين بقيمة 140 مليون يورو لتمويل مشاريع تنموية. وتوصل البنك التونسي - الكويتي، الذي خصص أخيراً، إلى اتفاق مع صندوق التأمين الفرنسي لتقديم خدمات مشتركة إلى أكثر من 600 ألف مهاجر تونسي مقيمين في فرنسا. ويعتقد محللون أن الزيارة كرست تفوق فرنسا الاقتصادي على منافساتها الأوروبية، بخاصة إيطاليا التي تأتي ثانية بين شركاء تونس الاقتصاديين. ودل الوفد الكبير من رجال الأعمال الفرنسيين الذي رافق ساركوزي، والمؤلف من 500 رجل، على الاهتمام الذي تبديه المجموعات الفرنسية بالاستثمار في تونس القريبة من الأسواق الأوروبية والتي ترتبط مع الاتحاد الأوروبي باتفاق شراكة أتاح إلغاء الحواجز الجمركية بين الجانبين اعتباراً من مطلع السنة الجارية. ويُقدر عدد المصانع والمؤسسات الخدماتية التي أنشئت باستثمارات فرنسية في تونس، ب1400، ما بوأ الفرنسيين المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في البلد. وطبقاً للرؤية التي عبر عنها ساركوزي في الخطابات التي ألقاها في تونس يمكن أن تصبح منطقة شمال أفريقيا متكاملة اقتصادياً مع أوروبا، ما يؤدي إلى تشكيل تجمع إقليمي متوسطي يمكن أن ينافس آسيا ويكون"نموذجاً للتنمية المتكاملة"بحسب الرئيس الفرنسي.