موقع ليزيكو ايكونوميك - أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، رغبة بلاده في اعادة تقويم العملة الصينية اليوان، لافتاً الى أن"دولة كبيرة يجب أن تتمتع بعملة قوية"، وأضاف:"سأحاول اقناع المسؤولين الصينيين بأن التناغم الدولي، الذي تلتزم به الصين يجب أن يترجم بإعادة التوازن بين العملات الرئيسة". كلام ساركوزي ورد خلال زيارة الى الصين بدأها الأحد الماضي، وحصدت فرنسا خلالها صفقات بلغت 20 بليون يورو 30 بليون دولار، وقعتها شركات فرنسية في خلال زيارة دولة يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هي الأولى له منذ توليه الرئاسة في أيار مايو الماضي. وفاقت حصيلة هذه العقود ما توقعته الشركات الفرنسية من نتائج هذه الزيارة وهي 10 بلايين دولار. وأهم العقود الموقعة وأكبرها يتصل ببيع 160 طائرة"آرباص"بقيمة 12 بليون يورو، منها 110 طائرات من طراز"320 أ"و50 من طراز"330 أ". واعتبر رئيس مجلس إدارة"إي آيه دي أس"لويس غالوا هذه الصفقات"ناجحة". واقترح الرئيس الصيني هو جينتاو لدى استقباله نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قاعة الشعب الكبرى في بيجينغ أمس خطة لتعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، من بينها الطاقة النووية والطيران والفضاء. ولفتت وكالة أنباء الصين الجديدة"شينخوا"الى أن الخطة ترتكز على أربع نقاط لتعزيز العلاقات بين البلدين، وتنص النقطة الأولى على تعميق العلاقات السياسية الثنائية وتعزيز الثقة الإستراتيجية المتبادلة. كما يترتب على الطرفين إجراء تبادلات واتصالات على مستوى عال، ومواصلة تعزيز الحوار وآلية بناء المشاورات، وتفهم الآخر ودعمه في المواضيع الكبرى المتعلقة بمصالحه الوطنية. فيما تقضي النقطة الثانية ب"تقوية التعاون الثنائي المتعدد الجانب لمواجهة التحديات المشتركة". وأشارت الوكالة الصينية الى ان الجانب الصيني"سيجري حواراً استراتيجياً مع فرنسا، وسيتعاون معها، ويعزز المشاورات والتنسيق حول مواضيع عالمية وقضايا دولية كبرى، بهدف الدفع في اتجاه بناء عالم متجانس مع سلام دائم وازدهار مشترك". أما النقطة الثالثة فتنص على توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري. وكشفت الوكالة أن الجانب الصيني"سيعزز التعاون مع الجانب الفرنسي في مجالات مثل الطاقة النووية والفضاء والطيران المدني والسكك الحديد والمالية والاتصالات الهاتفية وحماية البيئة والزراعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم". ويتوجب على الطرفين"معالجة مخاوف كل منهما في إطار حوار متكافئ ومشاورات ودية". وتقضي النقطة الرابعة ب"تعزيز التبادل في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والرياضة والسياحة". وأكد ساركوزي في محادثاته مع الرئيس الصيني"التزام"بلاده سياسة"صين واحدة"ومعارضة استقلال تايوان. وأشار الى أن فرنسا"لاحظت"المبادرة السلمية الواردة في تقرير هو جينتاو المقدم الى المؤتمر الوطني ال 17 للحزب الشيوعي الصيني الذي التأم الشهر الماضي. وأعلن"معارضة"فرنسا محاولة تايوان الانضمام الى الأممالمتحدة، واعتبر أن هذه الأعمال"باطلة". ورأى أن"لا فائدة من العمل الأحادي ولا أساس له، خصوصاً الاستفتاء". وحضر الرئيسان مراسم توقيع وثائق التعاون في مجالات حماية البيئة والطاقة النووية والطيران. وحققت فرنسا أيضاً صفقات في القطاع النووي، إذ باعت مجموعة"أريفا"الصين مفاعلين من طراز"إيه بي آر"ومحروقات لازمة لتشغيلهما حتى عام 2026، بقيمة ثمانية بلايين يورو، على ان يسدد الجانب الصيني معظم المبلغ باليورو وليس بالدولار، بحسب ما أوضحت رئيسة مجلس إدارة الشركة الفرنسية آن لوفرجون، على أن يسدد الجزء المتعلق باليورانيوم بالدولار. ويمكن"أريفا"أن تعمل على بناء مصنع لإعادة معالجة اليورانيوم في خلال سنتين أو ثلاث في الصين باستثمار يبلغ 15 بليون يورو، ولفتت لوفرجون الى أن الاتفاق"لن يوقع الآن". واعتبرت أنه"أضخم عقد توقعه الصناعة النووية المدنية". وتتوقع الصين أن تبني 32 محطة نووية حتى 2020. كما وقعت"ألكاتل لوسنت"مع مشغلي الهاتف الخليوي في الصين"شاينا موبايل"و"إينر مونغوليا يونيكوم"عقوداً جديدة بقيمة 750 مليون يورو. وستدخل مجموعة"سويز"للطاقة والبيئة في رأس مال الشركة الصينية للمياه التابعة لمدينة شونغكيك، وأعلن رئيس مجلس إدارة"سويز"جيرار ميستراليت:"يمكن أن نشارك في هذه الشركة، وهي الأولى للمياه في الصين". ووقع مختبر"سانوفي"اتفاقاً لبناء موقع للإنتاج في شنزن، وهو يستفيد من الطلب على اللقاحات ضد الرشح. أما مجموعة"ألستوم"برئاسة باتريك كرون فحصلت على اتفاق يقضي بتنفيذ مشروع اللوحات الاسترشادية لمترو شانغهاي. وحظيت"يوروكوبتر"بصفقة بيع 10 طائرات هيلوكوبتر طراز"إي سي 155"بقيمة 80 مليون يورو. أما"ناتيكسيس"فعقد اتفاق تعاون بقيمة 19 مليون يورو، في مجال الطاقة للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنساوالصين"اتفقتا أيضاً على درس إمكان التعاون في مجالي إعادة معالجة النفايات النووية والبحوث النووية، ببناء مصنع تقدر تكلفته ب 15 بليون يورو"، ورجح توقيع الاتفاق في شأنها خلال سنتين أو ثلاث. بحسب ما أفاد موقع صحيفة"لوموند"الإلكتروني. كذلك أُبرمت اتفاقات اقل أهمية بمناسبة زيارة ساركوزي، الذي أكد خلال لقاء مع نظيره الصيني هو جينتاو"ارتياحه لقيمة العقود الكبرى"و"التزام الصين"بها. وستحصل مجموعة الكهرباء الفرنسية"إي دي اف"على نحو 30 في المئة من رأس مال شركة مشتركة مع الصينية"سي جي ان بي سي"التي ستستثمر محطات نووية في الصين. وأشار الناطق باسم قصر الرئاسة الفرنسي دافيد مارتينون إلى توقيع اتفاقات في قطاع النقل مع شركة"سي إم أ- سي جي إم"الفرنسية، وبلغت قيمة العقد نحو 1.2 بليون يورو. وأكد ساركوزي رغبة بلاده في إعادة تقويم العملة الصينية اليوان، لافتاً إلى ان"دولة كبيرة يجب ان تتمتع بعملة قوية"، وأضاف:"سأحاول إقناع الصينيين بأن التناغم الدولي، الذي تلتزم الصين به، يجب ان يترجم بإعادة التوازن بين العملات الرئيسة سواء تعلق الأمر بالدولار، اليورو، الين واليوان، وعلى الصين ان تقوم بدورها مع بقية الدول، لئلا تسمح بتراكم حالات اللاتوازن، ولئلا نصل إلى نقطة يصعب الخروج منها". وتتهم أوروبا وأميركا الصين بالحفاظ على عملتها من دون قيمتها الفعلية، لدعم صادراتها، ونموها الاقتصادي، ما يمنحها قدرات تنافسية إضافية على الصادرات الأوروبية التي تعاني من ارتفاع اليورو. وحول البيئة، أوضح الرئيس الفرنسي:"كأصدقاء، وشركاء، من واجبنا التحدث في الموضوع"، وأكد:"يجب ألاّ يكون النمو الصيني على حساب الأخطار البيئية التي يواجهها العالم، مثل القضاء على الثروات الطبيعية، والارتفاع المتسارع في حرارة الأرض".