بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى الصين، يتوقع ان تشمل توقيع اتفاقات اقتصادية كثيرة، فيما يكاد الجانب السياسي يقتصر على موضوع البرنامج النووي الإيراني. ويرافق ساركوزي وفد يضم سبعة وزراء ووالدته أندريه مالاه. وكانت المحطة الأولى لساركوزي العاصمة الإمبراطورية شيان الواقعة شمال غربي الصين حيث زار ضريح الإمبراطور كين نحو عام 200 قبل الميلاد. وكان الرئيس الفرنسي صرح لپ"وكالة الصين الجديدة"شينخوا قبل زيارته ان"الملف الرئيسي للأسرة الدولية هو إيران. بالنسبة إلى فرنسا، ان امتلاك إيران أسلحة نووية أمر غير مقبول. ما يجري يشكل عاملاً خطيراً لزعزعة الاستقرار. وتعول فرنسا كثيراً على التزام الصين وحزمها"في هذا الملف. وأمضى الرئيس الفرنسي بضع ساعات في شيان قبل ان يتوجه إلى بكين لإجراء محادثات مع نظيره الصيني هو جينتاو خلال عشاء وإلقاء كلمة أمام غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الصين. ويتوقع ان تشمل المحادثات بين ساركوزي وهو موضوع سعر صرف اليوان الصيني الذي تعتقد أوروبا والولايات المتحدة انه دون قيمته، والفائض التجاري المتزايد للصين. وستجرى مراسم استقباله رسمياً ومحادثاته السياسية وتوقيع عدد من العقود اليوم. وأفادت مصادر مرافقة لساركوزي ان الوفد الفرنسي يأمل بعقد صفقات بنحو 20 بليون دولار. ويرافق الرئيس الفرنسي في رحلته نحو 40 من رؤساء الشركات. وتعول"مجموعة أريفا"خصوصاً على بيع مفاعلين من الجيل الثالث"أو بي آر"بينما تأمل"مجموعة الصناعات الدفاعية والجوية"إي أي دي إس في الحصول على طلبية من طائرات"آرباص". وقال مصدر صناعي ان المحادثات في شأن صفقة الطائرات تتسم بالصعوبة، إذ ان الجانبين لم يتفقا بعد على عدد الطائرات. وأكدت الرئاسة الفرنسية ان المحادثات ستتناول أيضاً قضيتي البيئة وحقوق الإنسان. لكن سكرتيرة الدولة لحقوق الإنسان راما ياد لا تشارك في الرحلة، بينما يضم الوفد المرافق للرئيس الفرنسي وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد ووزير البيئة جان لوي بورلو ورئيس الوزراء السابق جان بيار رافاران ووزيرة العدل رشيدة داتي. وأكد الإليزيه ان"الرئيس سيهتم"بقضية حقوق الإنسان. وأضاف دافيد مارتينون المتحدث باسم الرئيس ان"من عادته البحث في قضية حقوق الإنسان حيثما حل". ومن المقرر ان يلقي ساركوزي خطابا في جامعة تشينغهوا أشهر جامعات بكين. ويختتم ساركوزي زيارته غداً بعد ان يقوم بجولة في مدينة شنغهاي المركز المالي والاقتصادي في الصين. وتأتي زيارة ساركوزي قبل أيام من محادثات رفيعة المستوى بين الصين والمسؤولين الماليين بالاتحاد الأوروبي وقبل قمة صينية - أوروبية بعد غد في بكين.