باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب – بدأ الرئيس الصيني هو جينتاو زيارة الى فرنسا أمس، تستمر ثلاثة أيام، وتأمل باريس بأن تؤدي الى توقيع عقود ضخمة لطائرات وقطاع الطاقة، وسط احتجاج منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان. ويطوي البلدان بذلك، صفحة خلافهما قبل سنتين، حين هدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمقاطعة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين، احتجاجاً على تعامل الصين مع إقليم التيبت. وأحدث موقف ساركوزي مخاوف من خسارة فرنسا صفقات ضخمة مع الصين، فغيّر الرئيس الفرنسي لهجته، وسط احتجاجات المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان. لكن مستشارين لساركوزي يقولون انه يريد تجنب المواجهة، والسعي الى التقارب مع الصين خلال زيارة هو جينتاو. ويعتقد الرئيس الفرنسي أن دعم الصين سيكون أساسياً، فيما تستعد فرنسا لترؤس «مجموعة العشرين» في 12 من الشهر الجاري. وأشار مكتب ساركوزي الى صفقات محتملة لشركة «توتال» النفطية الفرنسية ومجموعة «أريفا» للطاقة النووية و «أكسا» للتأمين على الحياة وشركة «ألكاتل - لوسنت» الفرنسية - الأميركية لصنع تجهيزات الاتصالات، والتي كشفت عن اتفاقات تقدر ب1,1 بليون يورو. وقبل وصول هو جينتاو، أعلنت شركة «تشاينا ساوثرن إرلاينز» انها ستشتري 36 طائرة «آرباص»، في صفقة بقيمة 3.7 بليون دولار. في غضون ذلك، أطلقت «مراسلون بلا حدود» حمامات من أقفاص، لحضّ السلطات الصينية على اطلاق منشقين من السجن. وقال سكرتير المنظمة جان فرانسوا جوليار: «ثمة شعور بأن الزيارة تستهدف بيع الصين طائرات آرباص ومفاعلات نووية، وهذا جيد، لكنه على حساب حقوق الإنسان. لا يمكن تخيّل التضحية بالقيم المؤسسة لفرنسا، فقط من أجل ربح اقتصادي». واشتكى مراقبون من أن ساركوزي لم يقلْ شيئاً الشهر الماضي حين مُنح المنشق الصيني المسجون ليو تشياوباو جائزة نوبل للسلام. لكن مكتب الرئيس الفرنسي شدد على أن ساركوزي وهو جينتاو سيناقشان «كلّ المسائل من دون محرّمات». وقال ساركوزي قبل وصول هو جينتاو: «التقدم لا يتحقّق من خلال توبيخ الأشخاص. يجب الامتناع عن وصف الصين بوصفها خطراً، بل فرصة. سنوقّع كلّ عقد مهم، ونبدأ محادثات مهمة عشية ترؤس فرنسا مجموعة العشرين». وحرص ساركوزي على أن يستقبل شخصياً وزوجته كارلا، هو جينتاو وزوجته ليو يونغقينغ لدى وصولهما الى مطار أورلي.