سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن لا ترى أدلة على تورط إسلام آباد بهجمات بومباي وزرداري يحذر من مواجهة مع نيودلهي . الهند تطالب باكستان ب "تحرك قوي" ضد"عسكر الطيبة"ومتشددين كشميريين
استدعت وزارة الخارجية الهندية، أمس، السفير الباكستاني في نيودلهي شهيد مالك، وقدمت اليه احتجاجاً رسمياً على"إخفاق بلاده في القضاء على الإرهاب الذي ينطلق من أراضيها". جاء ذلك بعد تأكيد نائب وزير الداخلية الهندي شاكيل احمد أن جميع منفذي هجمات بومباي التي استمرت لمدة ثلاثة أيام الأسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل 195 شخصاً، باكستانيو الأصل. وطالبت نيودلهي إسلام آباد باعتماد"تحرك قوي"ضد العناصر المسؤولة عن الهجمات"اياً تكن"، وفي مقدمها جماعة"عسكر الطيبة"التي تقاتل القوات الهندية في اقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، فيما اعتبرت الحكومة الهندية ان الهجمات تشكل"انتكاسة خطرة"لعملية تطبيع العلاقات مع باكستان، ما يشير الى احتمال تعليق عملية السلام. ولمحت مصادر حكومية في الهند الى ان"سلسلة لقاءات على مستوى عالٍ ستعقد في الأيام المقبلة لاتخاذ قرار"في هذا الشأن. في المقابل، أعلن البيت الأبيض ان التحقيقات لم تشر حتى الآن الى تورط الحكومة الباكستانية بالهجمات، في حين ذكر ضابط بارز في الشرطة الهندية أن المنفذين خضعوا لتدريبات أجراها عضو سابق في الجيش الباكستاني في معسكر لجماعة"عسكر الطيبة"في باكستان. وقالت دانا بيرينو الناطقة باسم البيت الأبيض إن"مسؤولين باكستانيين تعهدوا العمل مع الحكومة الهندية لمعرفة مَن وراء الهجمات"، مشيرة الى ان واشنطن لا تتوقع منهم أقل من ذلك، وهو ما ستتابعه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها نيودلهي غداً. وحذر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من ان تصعيد التوتر"سيجبر"بلاده على"تركيز قدراتها العسكرية على حدودها الشرقية مع الهند"، أي بعيداً من الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد متشددي منطقة القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان، حيث قتل امس تسعة اشخاص على الأقل بهجوم انتحاري في اقليم وادي سوات. واستدعى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني زعماء سياسيين لوضع"سياسة توافقية وطنية"حيال الأزمة مع الهند، فيما أعلنت مصادر باكستانية ان الصين أكدت دعمها"المعنوي والمادي"الكامل لباكستان للتغلب على التحديات التي تواجهها بعد هجمات بومباي. وأشارت المصادر الى ان باكستان في وضع اكتفاء ذاتي بالنسبة الى قدراتها الدفاعية، و"يستحيل ان تلحق أي دولة أذى بها". ووسط الغضب الشعبي في الهند من عجز سلطاتها عن إحباط الهجمات، أفادت صحيفة"هندوستان تايمز"بأن أجهزة الاستخبارات الهندية كانت تمتلك منذ عشرة شهور على الأقل معلومات وفرها عنصر من"عسكر الطيبة"اعتقل في شباط فبراير الماضي، عن تحضير الجماعة لهجوم على فنادق فخمة في بومباي. وأوردت صحيفة"تايمز اوف اينديا"ان أجهزة الاستخبارات حذرت مجلس الأمن القومي الهندي في أيلول سبتمبر الماضي، من ان فندق"تاج محل"سيستهدف باعتداء، كما حذرت في 12 تشرين الثاني نوفمبر من ان الاعتداء سيأتي من البحر. ونقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب الاستخبارات العسكرية الهندية إشارتها الى"رصد مكالمات هاتفية قال خلالها قائد في عسكر الطيبة ان الشحنة في الطريق، وإن مضمونها نقل الى قوات البحرية وحرس السواحل في 18 تشرين الثاني". نشر في العدد: 16678 ت.م: 02-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: الهند تطالب باكستان ب "تحرك قوي" ضد "عسكر الطيبة"