واصلت الهند أمس، تحقيقها في تفجيرين لم تتبناهما أية جهة وأسفرا عن 16 قتيلاً على الاقل وأكثر من مئة جريح في مدينة حيدر آباد، فيما اقرّت الشرطة بأن معتقلين اثنين من جماعة «المجاهدين الهنود» ابلغاها العام الماضي احتمال شن هجمات في حي ديلسوخ ناغار الذي استهدف اول من امس الى جانب أهداف داخلية أخرى، وان الحكومة الفيدرالية حذرت الولايات الهندية من تهديدات أمنية قبل يومين. وفيما تقطن الحي المستهدف غالبية من الهندوس عززت الشرطة انتشارها لمنع اندلاع اعمال عنف مع المسلمين، خصوصاً ان هجمات سابقة أدت الى اشتباكات بينهم. وتزامنت الاعتداءات الدامية في المدينة التي تؤوي شركات لتكنولوجيا المعلومات، بينها مكتبان لشركتي «غوغل» و»مايكروسوفت»، مع افتتاح دورة برلمانية جديدة في نيودلهي، وبعد تنفيذ السلطات في التاسع من الشهر الجاري حكم إعدام أفضل غورو، الناشط الانفصالي من اقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، بعد ادانته بالمشاركة في الهجوم الدموي على البرلمان في نيودلهي في كانون الاول (ديسمبر) 2001، والذي كاد ان يشعل نزاعاً مع باكستان. ورغم امتناع وزير الداخلية سوشيل كومار شيندي عن ربط جماعة «المجاهدين الهنود» بالهجوم الكبير الأول في الهند منذ العام 2011 «لأنه من المبكر جداً حسم ذلك»، كشف س.ن. شريفاستافا، مفوض الشرطة في نيودلهي، ان اجهزة الأمن اعتقلت العام الماضي ناشطين اثنين من الجماعة على علاقة بتفجير أربع عبوات صغيرة في بوني (غرب) في آب (اغسطس) 2012، أدت الى جرح شخص واحد. واوضح شريفاستافا ان «الناشطَين قالا انهما رصدا مواقع في نيودلهي ومومباي وحيدر آباد وبوني تمهيداً لشن هجوم. وأحد المواقع التي ذكرت هو ديلسوخ ناغار الذي استهدف ليل اول من امس». وأشار المفوض الى ان فريقاً نقل هذه المعلومات فوراً الى شرطة حيدر آباد التي ارسلت لاحقاً عناصر الى نيودلهي من أجل استجواب الناشطين الاسلاميين»، علماً ان «المجاهدين الهنود» تبنوا سابقاً اعتداءات في الهند. وفيما أفادت محطة «ان دي تي في» بأن اسلاك كاميرات المراقبة قطعت قبل ايام من حصول التفجيرين، يرجح ان تواجه الشرطة اسئلة شائكة في شأن فشل قوات الأمن في إحباط خطط لشن هجمات على ارضها، رغم علمها بالخطر. ومعلوم ان السلطات تبذل منذ اعتداءات مومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 التي حصدت 166 قتيلاً، جهوداً كبيرة لتحسين الوضع الأمني الداخلي، لكن خبراء يعتبرون ان قوات الأمن تفتقد التنسيق مع اجهزة الاستخبارات. ووصف رئيس الوزراء مانموهان سينغ التفجيرين بأنهما «عمل جبان»، ودعا الى معاقبة منفذيهما. كما نددت باكستان بالاعتداء المزدوج، مؤكدة ان «كل الاعمال الارهابية غير مبررة مهما كانت دوافعها، وهي أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين». لكن وزير الخارجية الهندي رانجان ماتاي لم يستبعد خلال زيارته واشنطن حيث التقى وزير الخارجية الأميركية جون كيري، تورطاً خارجياً في الهجوم المزدوج، وقال: «لست اكيداً من وجود أدلة على ارهاب محلي. تعرضنا لهجمات ألهمت ونفذت من الخارج»، في اشارة ضمنية الى باكستان التي تتهمها الهند دائماً بالوقوف خلف اعتداءات على اراضيها. وكانت نيودلهي اتهمت جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية بتدبير هجمات مومباي. وعكست عناوين الصحف الهندية أمس الغضب والاستياء من تجدد اعمال عنف. وعنونت صحيفة «ذي هندوستان تايمز»: «أعداؤنا يهاجمون حيدر آباد»، أما صحيفة «مايل توداي» فكتبت: «الارهاب يعود الى حيدر آباد». على صعيد آخر، قتل 8 أشخاص بينهم 6 شرطيين في انفجار لغم أرضي في قرية ماجهوليا بولاية بيهار (شمال)، حُمّل مسؤوليته لمتمردين ماويين يطالبون بمنح المزارعين والفقراء اراضي وفرص عمل. وأعلن مسؤول الشرطة في المنطقة أخطر حسين، ان رجال الأمن المستهدفين كانوا في طريقهم للمشاركة في حملة أطلقتها منظمة غير حكومية للتوعية من أخطار حركة التمرد الماوية. ووردت أنباء عن سرقة اسلحة كانت في حوزة هؤلاء العناصر.