كشف الامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان ل"الحياة"ان الرئيس نيكولا ساركوزي يقوم بزيارة للسعودية في 29 تشرين الثاني نوفمر الجاري، للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بعد زيارة للدوحة حيث يشارك في مؤتمر تمويل التنمية الدولية. وقال غيان ان الرئيس الفرنسي يعتبر انه ينبغي ان تكون لفرنسا شراكة استراتيجية مع المملكة، نظرا الى دورها على صعيد المنطقة والعالم، ووزنها الاقتصادي خصوصاً في ضوء الأزمة المالية العالمية. واوضح ان ساركوزي يتطلع الى لقاء الملك عبدالله، إذ انه لم يلتقه منذ شهور، وان هذا اللقاء سيكون ايضاً متابعة لقمة واشنطن الاقتصادية التي شارك فيها خادم الحرمين. وذكر غيان ان فرنسا تجري منذ أول من أمس مشاورات مع شركائها الأوروبيين للحصول على موافقتهم على النص الذي اتفق عليه مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية في شأن اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، معتبراً ان هذا النص يشكل انطلاقة جديدة نحو اتفاق التجارة الحرة بعد مراوحة استمرت 18 عاماً. وقال ان ساركوزي أوضح خلال محادثاته التي أجراها في واشنطن انه من الضروري اشراك دول الخليج في مجمل نهج التفكير ونهج تطبيق القرارات التي ستتخذ لتجديد النظام المالي الدولي. وعن زيارة رئيس الحكومة فرانسوا فيون للبنان غداً، قال غيان إنها زيارة ذات شقين، أحدهما داخلي ويتمثل بتفقد رئيس الحكومة للقوات الفرنسية العاملة في جنوبلبنان، والثاني هو اعادة التذكير بتأييد فرنسا للمسار والجهود التي يقوم بها الجميع كي تكون الحياة السياسية في بيروت أكثر أمناً وأكثر توافقاً بين الطوائف المختلفة. وأشار غيان الى انه يبدو مهماً لفرنسا ان يفكر لبنان بدوره بمفاوضات مع اسرائيل على غرار سورية التي بدأت مفاوضات غير مباشرة، لأنها وسيلة للتوصل الى تطبيع وضع"حزب الله"وخفض التوترات. وعما إذا كانت سورية توافق على ذلك من خلال حلفائها في لبنان، ذكر غيان انه عند وصول الرئيس السوري بشار الأسد الى باريس في تموز يوليو الماضي، دعا علناً الى فتح سريع لهذه المفاوضات اللبنانية - الاسرائيلية، وان اتصالاته مع الحكومة السورية تصب كلها في هذا الاتجاه. وقال ان ساركوزي اقترح ذلك على الرئيس سليمان، علماً أن الأمر لا يعود الى سليمان وحده كونه يتقاسم السلطات مع الحكومة،"لكن الموضوع يبقى جديراً بالاهتمام بالنسبة إلينا ولا بد من العمل عليه يوماً ما". وعن المحكمة الدولية وانشائها بعد طلب القاضي الدولي دانيال بلمار تمديد عمله على رأس لجنة التحقيق الدولية لمدة ثلاثة شهور، قال غيان ان ما تأمل به فرنسا هو ان تكشف المحكمة الحقيقة وان تعاقب المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وأضاف"ان هناك بلداً هو سورية ينفي تورطه ويبدي استعداداً للمساهمة في دفع الأمور نحو الأحسن في لبنان، ولا يسعنا إلا ان نستغل هذه الفرصة، خصوصاً انها منذ بضعة شهور أدت الى بعض النتائج، أو بأي حال الى النتائج المتوقعة"، رافضاً الدخول في الجدل حول من يقف وراء بعض الاعتداءات في سورية وفي منطقة طرابلس في لبنان. واضاف:"ان الجانب الفرنسي قرر وضع ثقته بالحكومة السورية والإبقاء على يقظة دائمة حيال كل بند من بنود خريطة الطريق، وان هذا الموقف أبلغته فرنسا الى شركائها، خصوصاً السعودية"، اذ تسنى له ان يتولى شخصياً شرح موقف الرئيس الفرنسي للملك عبدالله، خلال وجوده في الدار البيضاء في تموز الماضي. وتابع انه شرح ايضاً الموقف الى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال توقفه في باريس في ايلول سبتمبر الماضي، وان الشركاء السعوديين تفهموا تماماً ضرورة استغلال الفرص كافة، ووافقوا على النهج الفرنسي. نشر في العدد: 16665 ت.م: 19-11-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: ساركوزي في السعودية نهاية الشهر يتطلع إلى شراكة استراتيجية معها