كرست زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واشنطن حيث استقبله نظيره الأميركي جورج بوش بحفاوة بالغة، مصالحة حقيقية بين البلدين اللذين اختلفا في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بسبب معارضته الحرب على العراق. وأراد بوش من خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع ساركوزي إظهار المودة المتبادلة والتوافق حول كل المواضيع التي تطرقا اليها. وعندما سئل بوش عما اذا كان يؤيد التحرك الفرنسي حيال سورية في ما يخص انتخابات الرئاسة في لبنان، قال ان"الولاياتالمتحدةوفرنسا عملا معاً في عهد الرئيس السابق لإصدار القرار 1559، الذي أخرج سورية من لبنان". مضيفاً:"استمررنا في عملنا المشترك للتأكد من عدم تأثير سورية في الانتخابات الرئاسية اللبنانية حتى يختار اللبنانيون رئيسهم". وأعلن بوش انه على علم بالمشاورات الجارية بين رئيس كتلة"المستقبل"النائب سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري،"الهادفة الى التوصل الى اتفاق على مرشح مقبول لديهما، وليس لدى سورية، بما يضمن للشعب اللبناني ان يكون رئيسه ممثلاً له وليس لشعب سورية وحكومتها". وأعرب عن ارتياحه لتوجيه حكومة ساركوزي رسائل واضحة حول الأهداف المشتركة وهي تمكين الديموقراطية اللبنانية من العيش والبقاء والانتعاش لتكون مثلاً للآخرين. وعبّر بوش عن إيمانه بحل للنزاع الفلسطيني ? الاسرائيلي عبر إنشاء دولتين تعيشان بسلام جنباً الى جنب، مشيراً الى ان ساركوزي يشاركه في ذلك، وانه"ليس افضل من ان يرى الفلسطينيون ما هو ممكن في ديموقراطية مستقرة في لبنان". ورأى ان التحدي الذي يواجهه العالم يكمن في"اننا نرى مجرمين يحاولون عرقلة تقدم الديموقراطية خصوصاً في الشرق الأوسط". وقال:"سنعمل معاً لنرى المسار الانتخابي في لبنان يستكمل في 24 تشرين الثاني نوفمبر لأن من مصلحة الشرق الأوسط ان تبقى الديموقراطية في لبنان". واختتم بوش قائلاً:"لدي شريك في السلام وله رؤية واضحة وقيم اساسية ومستعد لاتخاذ مواقف قوية من أجل السلام، وعندما تسألون اذا كنت مرتاحاً لرسائل حكومة ساركوزي الى دمشق فأقول نعم". وقال مصدر فرنسي مطلع لپ"الحياة"ان بوش وساركوزي تطرقا الى موضوعي لبنان وسورية، وعرضا"في جو من الثقة والصداقة"موقف كل منهما. وذكر ان الجانب الفرنسي شرح بالتفصيل تحركه الذي تم بموجبه ايفاد الأمين العام للرئاسة كلود غيان والمستشار الديبلوماسي لدى الرئاسة جان دافيد ليفين الى دمشق لمقابلة الرئيس بشار الأسد، وأيضاً تحرك وزير الخارجية برنار كوشنير مع نظيره السوري وليد المعلم. وأضاف:"كل هذا يصب في اتجاه واحد هو توجيه رسالة حزم من أجل التوصل الى انتخاب رئيس جديد للبنان قبل 24 الجاري". وتابع ان ساركوزي حرص على طمأنة الجانب الأميركي الى عدم وجود صفقة سورية - فرنسية، وان بوش"تفهم ذلك كلياً نتيجة الثقة والصراحة اللتين اتسم بهما لقاؤهما". وذكر المصدر ان بوش كان مطمئناً الى ما سمعه لأن موقف ساركوزي كان فحواه انه قبل ترقب أي حوار او علاقة ثنائية ايجابية بين فرنسا وسورية، ينبغي على الجانب السوري ان يكف عن التدخل في الشؤون اللبنانية وان يتيح للاستحقاق ان يأخذ مجراه ويؤدي الى انتخاب رئيس يحظى بأكبر قدر ممكن من التأييد. وأشار الى أن ساركوزي ابلغ الإدارة الأميركية كل تحركات فريقه، إذ ان غيان والمسؤول عن الملف في القصر الرئاسي بوريس بوالوت زارا الفاتيكان أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسلماه رسالة فرنسية تتعلق باللقاء مع الأسد. ومضى يقول ان غيان التقى أيضاً وزير خارجية الفاتيكان في إطار الجهود الهادفة الى التوصل الى انتخابات رئاسية في لبنان.