التبولة أكلة شعبية منتشرة بكثرة في بلدان المشرق العربي، خصوصاً في سورية ولبنان. وهي من المقبلات التي يقبل عليها الناس بنهم وغالباً ما تكون الطبق الذي يمهد الى أطباق اللحوم المشوية والمقلية. تحتوي التبولة على مواد نافعة للغاية، تؤكل كاملة من دون ان تنال منها العوامل المدمرة كالحرارة والسلق والشوي والتحميص وغيرها. والبقدونس يحتل البند الأهم في التبولة، وهو غذاء ممتاز لما يحتويه من عناصر مفيدة للصحة، ففيه طائفة واسعة من المعادن بدءاً بالكلس، مروراً بالفوسفور والحديد والكبريت والمنغنيز والصوديوم والبوتاسيوم، وانتهاء بالنحاس. والمعروف عن البقدونس غناه بالفيتامين سي، بل يحتوي على أربعة أضعاف ما يوجد منه في البرتقال. ان 30 غراماً من البقدونس تغطي حوالى ثلثي حاجة الشخص اليومية من هذا الفيتامين، ولكن مهلاً، إذ يجب أن يكون البقدونس طازجاً لأن مرور يوم واحد يعرضه لضياع القسم الأكبر من الفيتامين سي. المادة الثانية التي تشغل حيزاً مهماً في التبولة هي البرغل، وغني عن التعريف ما لهذه المادة من قيمة غذائية قلما توجد مجتمعة في غذاء آخر، فإلى جانب السكريات والبروتينات والدهنيات والفيتامينات والأملاح المعدنية، هناك الألياف غير المنحلة المهمة جداً للأنبوب الهضمي، فهذه الألياف تعبر الأمعاء من دون ان تطرأ عليها تحولات تستحق الذكر حاملة معها حفنة كبيرة من الماء، الأمر الذي يساهم في تضخيم حجم الكتلة البرازية ما يمنع حصول الإمساك. عدا هذا تجر الألياف معها كمية لا بأس بها من المركبات المشبوهة المتهمة بإثارتها السرطان. وفي البرغل نجد حامض الفيروليك الذي يقف في المرصاد لمنع تحول مادتي النيتريت والنيترات الى مركبات النيتروسامين المسرطنة. كما يحتوي البرغل على مركبات"لغنان"التي تبطل العمل الضار للجذور الكيماوية الحرة. أما المادة الثالثة في التبولة فهي البندورة، المفيدة من القشرة الى البذرة. وأهم ما فيها غناها بصباغ الليكوبين الذي يعطيها اللون الأحمر الفاقع، وهذا الصباغ مهم جداً للصحة، إذ يلعب دوراً في الحماية من سرطانات عدة خصوصاً سرطان البروستاتة. أيضاً البندورة غنية بالفيتامينات المضادة للأكسدة مثل أ، سي، ي، التي تساعد الجسم في التخلص من المركبات السامة التي تلحق الضرر بالخلايا. كما نجد في البندورة أكثر من نصف دزينة من المعادن المهمة. نصل الى المادة الرابعة في التبولة وهي البصل، فبين جنباته توجد مواد في غاية الأهمية تفيد في الوقاية من الجلطة الدموية وتفتيت الحصيات الكلوية وإدرار البول وتطهير الفم وجهاز الهضم. ويعتبر البصل من بين الأغذية الفقيرة بالسعرات الحرارية، وهو المصدر الأهم بين الخضروات لمعدن السيلينيوم الذي يشكل مع الفيتامين ي ركيزة جيدة تساعد في وقاية الجسم من الأمراض القلبية الوعائية وبعض الأمراض السرطانية والآفات المرتبطة بخريف العمر. والبصل الأخضر الطازج يعج بالفيتامين سي والفيتامين ي والكاروتين، وهذا الثلاثي يحتل مرتبة متقدمة على لائحة مضادات الأكسدة. أيضاً يحتوي البصل على مركبات مقوية للأعصاب ومدرة للصفراء ومغذية للقوة الجنسية، كما توجد فيه ماد الغلوكونين التي تسهم في تنظيم سكر الدم. والمادة الخامسة في التبولة هي زيت الزيتون الذي يملك صفات جمة تحمل لآكليه الصحة والعافية خصوصاً على صعيد الشرايين، فهو غني بالأحماض الدهنية الوحيدة عدم الإشباع التي تخفض مستوى الكوليستيرول السيئ الضار للشرايين، وترفع من مستوى الكوليستيرول الجيد النافع للشرايين، وهذا ما يجعل من زيت الزيتون حليفاً مهماً للقلب والأوعية الدموية. وزيت الزيتون محرض للشهية ونافع للكبد ومدر للصفراء، ويمتاز بكونه سهل الهضم. نصل الآن الى المادة الأخيرة في التبولة وهي عصير الليمون، فهو فاتح للشهية، ومفيد للقلب، ويقوي دفاعات الجسم، ويساعد على طرد السموم. وإذا صدقنا ما أعلنه باحثون يابانيون، فإن شرب عصير الليمون أو قطرات منه في الماء يومياً أو أثناء الرحلات الجوية الطويلة يفيد في منع تكون الجلطات الدموية المسببة للأزمات القلبية والدماغية والرئوية.