التبّولة هي من أهم المقبلات التي يستهلكها الناس في كل الفصول، وهي غالباً ما تكون الطبق الذي يرافق وجبات اللحوم المشوية والمقلية، ومن يدري فقد يكون وجودها مع هذه الأخيرة فرصة للتخفيف من وطأة الشحوم الضارة المخبأة في هذه اللحوم. ويحتل البقدونس البند الأول في سلطة التبّولة، فهو غذاء ممتاز كونه يحتوي على عناصر ثمينة مفيدة للصحة، مثل الكلس والفوسفور والحديد والنحاس والكبريت والمنغنيز والصوديوم والبوتاسيوم والنحاس. ويشتهر البقدونس بغناه بالفيتامين سي الذي يعد من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم يومياً، خصوصاً في فصل الشتاء الذي تكثر فيه نزلات البرد. ونجد في سلطة التبّولة البرغل الغني عن التعريف، فهو يضم عناصر غذائية قلّما توجد مجتمعة في غذاء آخر، ففيه السكريات والبروتينات والدهنيات والفيتامينات والأملاح المعدنية إضافة إلى الألياف غير المنحلة المهمة جداً للأنبوب الهضمي لأنها تسير في الأمعاء من دون أن تطرأ عليها تحولات تستحق الذكر وتجر معها مركبات مشبوهة متهمة بإثارة السرطان. كما يحتوي البرغل على حامض الفيروليك الذي يمنع تحوّل مادتي النيتريت والنيترات إلى مركبات النيتروسامين المسرطنة. وتشكل البندورة جزءاً مهماً من التبّولة، فهي غنية بصباغ الليكوبين المهم جداً للصحة، كونه يلعب دوراً بارزاً في الحماية من الإصابة بسرطانات عدة، خصوصاً سرطان البروستاتة. وتضم التبّولة البصل الذي يخزّن مواد في غاية الأهمية يساهم بعضها في الوقاية من الجلطة الدموية، وبعضها الآخر ينفع في تفتيت الحصيات الكلوية وفي إدرار البول وفي تطهير الفم وجهاز الهضم. ويعتبر البصل مصدراً مهماً لمعدن السيلينيوم الذي يشكل مع الفيتامين ي ركيزة جيدة تساعد في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية والسرطانات وبعض الآفات المزمنة المرتبطة بالشيخوخة. ويضاف إلى سلطة التبّولة زيت الزيتون الذي يعد من أهم حلفاء القلب والأوعية الدموية نظراً إلى غناه بالأحماض الدهنية الوحيدة عدم الإشباع التي تساهم في خفض مستوى الكوليسترول السيئ الضار للشرايين، ورفع مستوى الكوليسترول الجيد النافع للشرايين. ويفيد زيت الزيتون في فتح الشهية على الأكل وفي تسهيل عملية الهضم وفي در صفراء الكبد. يبقى النعناع الذي يعطي مذاقاً خاصاً للتبولة، فضلاً عن كونه يحمل معه عناصر تساعد في معالجة مشاكل الجهاز الهضمي، خصوصاً نقص الشهية والمغص وعسر الهضم ورائحة الفم الكريهة. ولا تكتمل سلطة التبّولة إلا بعد إضافة عصير الليمون الفاتح للشهية والمفيد للقلب والداعم لعمل الجهاز المناعي. كما يساعد العصير الجسم على التخلّص من السموم التي تشكل عبئاً عليه. ولعل أهم شيء يميز سلطة التبّولة هو أن موادها نافعة للغاية كونها تؤكل نيئة كاملة مكملة، من دون أن تنال منها يد العوامل المدمرة، كالحرارة والسلق والشوي والتحميص وغيرها من العوامل التي تستنزف قسماً كبيراً من العناصر النافعة.