حملت معارك ولايتي نيفادا وساوث كارولينا عناوين جديدة للانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية أمس، حصيلتها عودة قوية للسناتور هيلاري كلينتون الى صدارة سباق الديموقراطيين، بعد فوزها على باراك أوباما في الولاية الغربية، قابلها انتصار ومصالحة للسناتور جون ماكين في الولاية الجنوبية، من شأنه أن يضاعف حظوظه لحصد اللقب عن الجمهوريين. وفي نيفادا، حيث نجحت كلينتون في وقف الزخم الذي حققه أوباما بعد انطلاقته الناجحة في آيوا أول الشهر، أعطت الأرقام فوزاً للسيدة الأولى سابقاً 1992-2000 بنسبة 51 في المئة، وبفارق 6 في المئة عن منافسها، فيما خيب السناتور جون إدواردز آمال مناصريه، بحصوله على أقل من 5 في المئة من الأصوات. وكان المفتاح لفوز كلينتون، كسبها أكثر من ثلثي أصوات الأقلية اللاتينية في الولاية 20 في المئة من الناخبين، والتي اقترعت بكثافة في كازينوات مدينة لاس فيغاس ومجمعات نيفادا الانتخابية، وعكست قوتها العددية لأول مرة منذ 2004 في الولايات الغربية. كما استفادت كلينتون من قدرات تنظيمية ومادية لحملتها، تفوقت فيها على أوباما، ونجحت في سلبه أصواتاً من ضمن الاتحاد العمالي هناك، والذي تبنى ترشيحه منذ أسبوعين. لكنها خسرت صوت الأقلية الافريقية - الأميركية والتي أيدت أوباما بنسبة 79 في المئة. وأعلن فريق حملة أوباما فوزه في نيفادا في عدد المندوبين المفوضين التصويت في المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، على رغم فوز كلينتون في مجمعات الناخبين بعدد اكبر من الاصوات. واعترض فريق كلينتون على الفور على احتساب الاصوات الذي اجراه خصمه، بينما عبر الحزب الديموقراطي في الولاية عن دهشته. وتفيد تقديرات فريق أوباما ان اداءه الجيد في المناطق الريفية والفارق الضئيل جداً في الاصوات في المدن, سمحا له بالحصول على 13 مندوباً مقابل 12 فقط لهيلاري كلينتون. وبفوزها الثالث على التوالي، بعد ولايتي نيوهامبشير وميشيغن، عادت كلينتون الى صدارة السباق بين الديموقراطيين، من دون أن تحسم لقب الحزب الذي سيتقرر بناء على الولايات الجنوبية والغربية. وتواجه كلينتون صعوبات في ولايات الجنوب، وأولى محطاتها ولاية ساوث كارولينا، حيث نصف الناخبين الديموقراطيين من الافريقيين الأميركيين. وتعطي استطلاعات الرأي تقدماً لأوباما بنسبة 9 في المئة، كما يستفيد أدواردز من ارتباطاته الشخصية هناك، كونه من مواليد الولاية وفاز فيها في عام 2004. وستحاول كلينتون التركيز على الهمَّين الاقتصادي والمعيشي اللذين يتصدران أولويات الناخبين الجنوبيين. في المقابل، خاض الجمهوريون معركتين ليل السبت. الأولى في نيفادا، حيث فاز حاكم ماساشويستس السابق ميت رومني، وحصل على تأييد طائفة المورمون النافذة في الولاية، التي ينتمي اليها. وحصل رومني على نسبة 51 في المئة من الأصوات، بفارق يزيد عن 35 في المئة على منافسيه، لكن المعركة الأهم كانت في ساوث كارولينا، التي تصالحت مع ماكين وأهدته فوزاً ثميناً، بعدما كانت خذلته في عام 2000 وصوتت للرئيس الحالي جورج بوش. وحمل فوز ماكين معطيات عدة، أبرزها نجاح المعتدلين في الحزب الجمهوري بحسم المعادلة، وبنسبة 33 في المئة مقابل 30 في المئة لحاكم أركنساو السابق مايك هاكابي، الذي اعتمد على أصوات الانجيليين. وساعدت ماكين خبرته في السياسة الخارجية، وكونه محارباً سابقاً في فييتنام. اذ إن شريحة كبرى من الناخبين هناك، هم من الجنود الأميركيين أو محاربين قدامى. كما عزا المراقبون فوزه، لصورته كالمرشح الأكثر قدرة على هزيمة الديموقراطيين في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مع طرح علامات استفهام حول ارتباطه الوثيق بالحرب في العراق وتقدمه في السن عن بقية المرشحين 71 سنة. وأعلن النائب الجمهوري دانكان هانتر انحسابه من الحملة الانتخابية، بعد النتائج السيئة التي سجلها في نيفادا 2 في المئة من الأصوات. وقال النائب عن ولاية كاليفورنيا في بيان"اليوم ننهي حملتنا. قمت بهذه الحملة كما اردت تماماً، ولم انجح في ولايتي نيفادا وساوث كارولينا المحافظتين". واضاف:"حان الوقت لنتيح لأنصارنا ومؤيدينا التركيز على الحملات القابلة للاستمرار". وتسابق المرشحون الجمهوريون الى ولاية فلوريدا أمس، المحطة الثالثة والأبرز في السباق، حيث وضع عمدة رودي جولياني كل طاقاته الانتخابية ليطلق حملته من هناك. وتظهر أرقام الاستطلاعات تعادلاً بين ماكين وجولياني، فيما يأتي رومني وهاكابي في المركز الثالث. وستعتمد المرحلة المقبلة من السباق للجمهوريين على ولايات الغرب كاليفورنيا ونيو مكسيكو والشاطئ الشرقي نيويورك وبنسلفانيا حيث يتقدم جولياني، وولايات الجنوب جورجيا، ألاباما حيث يتقدم هاكابي. لكن ماكين شدد في خطاب فوزه ليل أمس على الظاهرة التاريخية بأن الفائز من الجمهوريين في ساوث كارولينا وطيلة 28 سنة الماضية، انتهى بحصد اللقب.