فشل وزير الخارجية التركي عبدالله غُل في تأمين الأصوات اللازمة للفوز من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية أمس، إذ حصل على أصوات نواب"حزب العدالة والتنمية"الحاكم وعددهم 340، إضافة إلى صوت النائب المستقل محسن يزجي اوغلو، وكان ينقصه 26 صوتاً للفوز بنسبة الثلثين في مجلس النواب، المطلوبة لحسم المعركة من الدورة الأولى. وأعطى الحزبان القومي واليساري المعارضان أصواتهما لمرشحيهما، فيما ترك النواب الأكراد بطاقات الاقتراع فارغة. وحصل المرشح القومي صباح الدين شاكماك أوغلو وهو وزير دفاع سابق على 70 صوتاً، فيما نال تايفون أشلي مرشح"حزب اليسار الديموقراطي"أصوات نواب حزبه ال13. وبحسب الدستور التركي ينبغي إجراء دورة ثانية في 24 الشهر الجاري بهذه الشروط، ويتوقع ان تخرج بالنتيجة ذاتها، ليكون على غُل انتظار الدورة الثالثة التي يُشترط للفوز بها نيل 276 صوتاً فقط. وقاطع"حزب الشعب الجمهوري"العلماني المعارض الانتخابات، وقال زعيمه دنيز بايكال إن نتائج الاقتراع ستهدد النظام العلماني"الديموقراطي الوحيد بين دول العالم الإسلامي"، لذلك ابتعد حزبه عن المشاركة في هذه"الجريمة". ودعا بايكال بقية أحزاب المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات وتفويت الفرصة على غُل للوصول إلى القصر الرئاسي. وعلى رغم معرفة الحزب القومي مسبقاً بأن الانتخابات محسومة لمصلحة غل، بسبب امتلاك حزبه العدد الأكبر من النواب، فإن زعيم الحزب دولت باهشلي أصر على تسمية مرشح من حزبه لتبرير حضور نوابه جلسة الانتخابات وتأمين النصاب لها. بذلك يتفادى باهشلي اتهامات المعارضة العلمانية بأنه يقدم عبر تأمين النصاب، سلّماً يمكن غل من الصعود إلى القصر الجمهوري. كما رغب باهشلي في إعفاء"حزب العدالة والتنمية"من اللجوء الى دعم النواب الأكراد لمرشحه، علماً أن"حزب المجتمع الديموقراطي"الذي له عشرون نائباً في البرلمان، كان ربط دعمه غل في الانتخابات بقطعه وعداً بالعمل لإيجاد حل سلمي وديموقراطي للقضية الكردية. ورفض غل تقديم هذا الوعد للأكراد لأنه يعلم أن القصد هو إصدار عفو عام عن مسلحي"حزب العمال الكردستاني". في المقابل، يستعد العسكر لمقاطعة المناسبات في القصر الرئاسي لدى وصول غل إليه، إذ صرح قائد الأركان الجنرال يشار بيوك انيت بأن الجيش لا يتحفظ عن أي مرشح، لكن لدى المؤسسة العسكرية"تقاليد"لن تتخلى عنها، ما فسره المقربون من الجيش بأنه استعداد لمقاطعة زوجة غل، تجنباً لأداء التحية لها كونها محجبة. ويعد الجيش للاحتفال السنوي بعيد النصر في 30 الشهر الجاري، ويتوقع ان يدعو قائد الأركان غل من دون زوجته إلى المناسبة التي أصبحت تقليداً التزمه الرئيس الحالي أحمد نجدت سزار الذي كان يفرق في دعوته لنواب إلى حضور احتفالاته في القصر الجمهوري، بين المتزوجين من محجبات وغير محجبات. وكان غل أسرّ إلى بعض المقربين بأن زوجته خير النساء عرضت عليه ان تبتعد عنه لفترة لئلا يتسبب حجابها في مزيد من المشاكل له، وأنها بدأت البحث عن تصاميم جديدة لحجابها قبل وصول زوجها إلى القصر الجمهوري، على رغم تأكيده هو بأن حجابها أمر شخصي يعنيها وحدها.