سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة الثماني تتوصل لتسوية غير ملزمة حول المناخ ... واتفاق على البحث عن حل في دارفور . بوتين يقترح على بوش "تعاوناً شفافاً" وقاعدة رادار مشتركة للدرع الصاروخية
توصلت قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في هيليغندام أمس، إلى تسويات لتفادي الفشل، وأعلنت المستشارة الألمانية آنغيلا مركل أن القادة المشاركين في القمة وقعوا اتفاقاً لالتزام خفض"جوهري"في انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتأمين التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد بروتوكول كيوتو بحلول عام 2009، وترافقت هذه التسوية مع تهدئة أميركية - روسية، بعد المحادثات الثنائية بين الرئيسين الأميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن أن"التعاون الشفاف"بين البلدين في شأن الدرع الصاروخية، كفيل بإزالة المشاكل، موضحاً انه اقترح على بوش إقامة قاعدة رادار مشتركة لرصد الصواريخ في اذربيجان، كحل للأزمة الناجمة عن رغبة واشنطن في نشر درع صاروخية في شرق أوروبا. وقال بوتين انه تحدث مع الرئيس الأذري الهام علييف الذي وافق على الفكرة راجع ص 9. واكتفى البيت الأبيض بإعلان ان هذا الاقتراح"جدير بالاهتمام"، كما صرح مسؤول في الوفد المرافق للرئيس الأميركي، فيما لوحظ ان المعارضة الروسية أصيبت بخيبة امل من مواقف الرئيس الأميركي التي جاءت دون طموحاتها، اذ قال الزعيم المعارض غاري كاسباروف بطل الشطرنج السابق إن بوش وفر لبوتين الأرضية ليظهر نفسه كزعيم لعالم حرّ، مؤكداً ان لا مكان لموسكو في قمة الثماني باعتبار أنها"ليست قوة صناعية ولا ديموقراطية". الى ذلك، أبلغت مركل الصحافيين بعد الجلسة الثالثة للقمة ان المشاركين فيها اتفقوا على وجوب وقف الزيادة في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، ليلي ذلك"خفض جوهري"في الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وقالت مركل ان الدول الثماني وافقت على"درس"هدفها الخاص بخفض الانبعاثات بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2050، ولكن لم يظهر الزعماء التزاماً بأي هدف محدد. وقالت مركل:"البيان الختامي الذي سيصدر اليوم ليس ملزماً في كل الأحوال، فالاتفاق يقتصر على إعلان سياسي بالالتزام بعملية محددة والاتفاق على مناقشة ذلك بعد عام 2012"، تاريخ انتهاء مفعول معاهدة"كيوتو". ودفعت هذه الصيغة حزب"الخضر"الألماني إلى انتقاد مركل لتراجعها عن وعودها قبل القمة. واعتبر الحزب أن التسوية التي أعلنت عنها المستشارة"لا قيمة لها". وقال رئيسه راينهارد بوتيكوفر إن"ادعاء مركل نجاح القمة هو خدعة عادية وانتصار اللا التزام واللعب على الكلمات". وبالنسبة إلى أزمة دارفور، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن مؤتمر وزاري يعقد في باريس في 25 الشهر الجاري للبحث عن حل سياسي لإنهاء المشاكل الأمنية والإنسانية في الإقليم. وأوضح ان المؤتمر سيضم الدول المعنية بالأزمة، ومن بينها الصين. وأضاف ساركوزي بعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على هامش القمة، ان"الكل متفق على دفع المسؤولين السودانيين لقبول حل سلمي"في دارفور، مشيراً الى ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر بدأ جولة أفريقية تشمل السودان في إطار التحضير للمؤتمر. في غضون ذلك، اقتحم متظاهرون مكان انعقاد القمة أمس، ما اضطر الشرطة إلى فتح خراطيم المياه لتفريقهم واعتقال حوالى 300 منهم. ودخل ناشطون من منظمة"غرينبيس"السلام الأخضر إلى منطقة بحرية قرب مقر القمة، فيما حاول محتجون آخرون مناهضون للعولمة سد الطرق المؤدية إلى المكان. واعتقل حوالى مئة متظاهر حاولوا الاعتصام في إحدى الطرق، واعتقل مئتان آخرون عندما سحبت الشرطة متظاهرين آخرين لإبعادهم عن حاجز أمني. وأكدت"غرينبيس"ان الشرطة البحرية الألمانية طاردت ثمانية قوارب تابعة للمنظمة، ما أدى إلى انقلاب اثنين منها لدى محاولتها الفرار وسقوط أربعة ناشطين في الماء. وأفادت الشرطة أن ناشطَين وشرطياً أصيبوا بجروح طفيفة، فيما اعتقل 21 ناشطاً.