اعتقلت الشرطة في جوهانسبيرج 12 من ناشطي حركة السلام الأخضر استخدموا القوارب السريعة للوصول بطريقة غير مشروعة إلى المحطة النووية الوحيدة في أفريقيا، وعشرات الآلاف من رجال الشرطة يصارعون لحفظ النظام في القمة التي سيحضرها ما يفوق ال65 ألف مشارك .وتظاهر المئات احتجاجاً على سن قانون يمنع القيام بتجمعات أو مظاهرات خلال انعقاد المؤتمر، وحاول المتظاهرون متابعة مسيرتهم إلى داخل العاصمة إلا أن حاجزاً كبيراً من رجال الشرطة المصطفين حال دون ذلك وتفرقوا بهدوء عقب مناوشات طفيفة مع الشرطة. وأطلقت الشرطة قنبلتين لشل الحركة خلال مواجهات بين قوى الأمن وحوالي 500 متظاهر مناهضين للقمة فيما اصطدم حوالي 50 شرطيا مع المتظاهرين خارج جامعة في جوهانسبيرج حيث كان المتظاهرون المنتمون الى الحركة المناهضة للعولمة وللخصخصة يتجمعون من اجل التوجه الى مركز الشرطة الرئيسي في جوهانسبيرج. وكان المتظاهرون يطالبون باطلاق سراح 93 من رفاقهم من الجنود السابقين في جيش جنوب أفريقيا أوقفتهم الشرطة أخيرا. ولم تكن مسيرة السبت مساء جزءا من التظاهرات الثماني التي سمحت بها الشرطة في جنوب أفريقيا حتى انتهاء القمة في الرابع من سبتمبر. وفى الوقت نفسه أعلنت الناطقة باسم منظمة السلام الأخضر ( غرين بيس ) سارة هولدين ان 9 ناشطين على الاقل من المنظمة البيئية اعتقلوا صباح السبت قرب مدينة الكاب حيث تمكن ستة منهم صباحا - هولنديان واسترالي ولبناني ومكسيكي وارجنتيني، من وضع يافطتين عملاقتين باللون الاصفر على سطح المفاعل النووي كتب عليهما المواد النووية الى خارج افريقيا . واوضحت انه حوالى الساعة 00ر11 (00ر09 ت.غ) كان لا يزال هناك ثلاثة ناشطين من غرينبيس على سطح المحطة النووية الوحيدة في جنوب افريقيا مشيرة الى انه تم توقيف الشخص الذي كان يتولى امن العملية ايضا. وتم اجلاء ثلاثة ناشطين بيئيين على الاقل يرتدون القمصان البرتقالية من الموقع الى وجهة غير معروفة على متن حافلات صغيرة بمواكبة الشرطة . طبول القمة هذا وقد كانت الطبول والرقصات الأفريقية في استقبال الوفود الذين بدأوا في التوافد على عاصمة جوهانسبيرج التي أخليت كل شوارعها من الشحاذين فيما تناقش القمة الهوة الكبيرة بين الدول الفقيرة التي تطالب بالمزيد من المساعدات وتجارة عادلة والدول الغنية تتمنع في منح المزيد. وقد أتهم ناشطو العالم الثالث أميركا والدول الأوروبية بالعمل على دفع مصالح التجارة الدولية على حساب الفقراء. ويحاول المشاركون في قمة الأرض في جوهانسبيرج تحسين أوضاع الدول الأفريقية وعدد من الدول الأخرى التي تعاني من الفقر المدقع دون الحاجة لتكرار ما ذكر سابقاً عن مدى الإضرار التي ألحقتها مصانع الغرب بالبيئة. وقد بدأ عدد من الوفود المشاركة في عقد اجتماعات جانبية استعداداً لبدء القمة اليوم الاثنين. وكان رئيس أفريقيا الجنوبية تابو مبيكي قد خاطب وفود المنظمات غير الحكومية السبت مناشداً مساعدتهم للعمل على حل القضايا التي تعاني منها دولته. وقال مبيكي أمام حوالي 600 ممثل عن المنظمات غير الحكومية إن جنوب أفريقيا مثال حي للعديد من التحديات التي ستناقشها القمة، وصرح في هذا السياق عندما نرحب بكم في جوهانسبيرج فنحن نأمل أن تتمكنوا كذلك من مساعدتنا في إيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل . وأضاف: ما نحتاجه الآن هو العمل لضمان التنمية المستدامة التي تعود بالفائدة على فقراء العالم. واختتم بالقول أمام الوفود يجب إسماع أصواتكم لأن عليكم تحديد الأجندة التي سيتغير بموجبها العالم. وستتطرق القمة التي من المتوقع أن يشارك فيها 100 زعيم إلى عدة مشاكل أبرزها النمو السكاني حيث يبلغ عدد سكان الأرض 6ر1 مليار نسمة, ومن المتوقع أن يرتفع إلى 9ر3 مليار بحلول العام 2050. وتشير التوقعات إلى أن الدول ال49 الأقل تقدما ستشهد نموا سكانيا بمعدل ثلاثة أضعاف. ويرتبط ذلك بالمشكلة الثانية التي تناقشها القمة وهي الفقر والتفاوت الاجتماعي حيث يعيش حوالي 2.8 مليار نسمة بدخل يقل عن دولارين في اليوم, في حين يعاني من سوء التغذية 800 مليون نسمة بينهم أكثر من 150 مليون طفل. ومن قضايا البيئة التي تهيمن على أجندة القمة الاستغلال المسرف لثروات الأرض، إذ إن استغلال الثروات الطبيعية بمعدل 20% كل عام يتعدى قدرة الأرض على تجديد هذه الثروات. وتشير التوقعات إلى أن استهلاك سكان العالم في العام 2050 سيتجاوز بكثير قدرة الأرض على تجديد مصادرها البيولوجية هذا فضلا عن مشاكل أخرى تتعلق بمحاربة الإيدز والفقر وتعاظم الهوة بين شمال الكوكب وجنوبه. وتسبق القمة اجتماعات للمنظمات غير الحكومية فضلا عن قمة الأطفال التي تضم 150 صبيا وطفلا من خمس دول في معزل السود السابق في سويتو بموقع أطلق عليه اسم جبل الأمل كانت تتكدس فيه منذ سنوات أكوام القمامة. وسيتقدم هؤلاء الأطفال في نهاية قمتهم بورقة عمل برفقة ورقات المنظمات غير الحكومية لتناقشها القمة. استراتيجية دفاعية قال مسؤولون أن الولاياتالمتحدة ستتبنى استراتيجية دفاعية محافظة في قمة الأرض التي تعقد في جوهانسبرج وانها سترفض أي تغيير للاتفاقات الدولية للتجارة وتمويل التنمية. وابلغ مسؤولون أمريكيون الصحفيين بان الوفد الأمريكي سيعارض وضع أي أهداف جديدة أو اقتراح تخصيص مبالغ محددة للمساعدات. وصرحوا بان الوفد الأمريكي سيحاول أيضا حماية توافق الآراء حول التجارة الذي تحقق خلال اجتماعات منظمة التجارة العالمية في الدوحة عاصمة قطر في نوفمبر وأيضا الذي تحقق بشأن تمويل التنمية في اجتماع مونتيري بالمكسيك في مارس . وتتعرض الولاياتالمتحدة للنقد بسبب قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش التغيب عن قمة الأرض ويحضر كولن باول وزير الخارجية الأمريكية يومين من الاجتماعات في أوائل سبتمبر .. وانتقد المدافعون عن البيئة تغيب بوش عن القمة قائلين انه يكشف عن إخفاق في القيادة في الدولة العظمى في العالم. وكانت إدارة بوش قد أغضبت العالم بالفعل العام الماضي بانسحابها من معاهدة كيوتو التي تقضي بخفض معدلات انبعاث الغازات التي تضر بالبيئة المسببة لمشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض. ونفت واشنطن الاتهامات القائلة بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش لا يعير اهتماما لقضايا هامة وأساسية مثل الفقر والتنمية وذلك بعدم مشاركته لحوالي مائة قائد ورئيس دولة في القمة التي تبدأ اليوم . وقال جون تيرنر مساعد وزير شؤون البيئة الدولية الأمريكي إن الالتزامات الداخلية قد حالت دون حضوره. وقال المسؤولون الامريكيون للصحفيين انه خلال الاجتماعات التحضيرية لقمة جوهانسبرج حاولت بعض الدول النامية إعادة التفاوض بشأن وثائق الدوحة ومنتيري اما لالزام الدول الغنية بتقديم مزيد من المساعدات واما للتهرب من شرط تبني حكومات الدول النامية ادارة رشيدة. وقال مسؤول أمريكي رفيع نعتقد اننا حققنا في الدوحة ومنتيري توافقا في الاراء. لا نريد ان نشهد في جوهانسبرج اعادة لصياغة النصوص التي اتفق عليها بالفعل. وقالت مسؤولة أمريكية انه في الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في نيويورك وبالي حاول بعض المشاركين وضع أهداف جديدة وطرح افكار جديدة تزيد من تمويل مشروعات التنمية في الدول الفقيرة. واضافت قولها ما نحاول القيام به هو الالتزام بتوافق الآراء الذي تحقق في مونتيري. نريد فعلا الالتزام بالصياغة التي اتفق عليها في الدوحة ولا نعود لمناقشة بعض المطالب غير المعقولة التي تلقي على الدول المتقدمة مسؤولية تقديم قدر محدد من المساعدات او الالتزام بأهداف معينة وهي كلها غير واقعية. ويقوم اتفاق مونتيري على ضرورة ان تبذل الدول الغنية المزيد لمساعدة الدول الفقيرة على التنمية على ان تضمن الدول الفقيرة إنفاق هذه الأموال بصورة سليمة من خلال مكافحة الفساد وتحسين الأداء الحكومي.