} اختتم الرئىس الأميركي جورج بوش جولة اوروبية اولى نجحت بتظهير صورة جديدة له بين حلفائه في الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي، ومع وارث الامبراطورية السوفياتية - الروسية الرئىس فلاديمير بوتين الذي اثنى على تصريحات بوش قبيل قمشتهما في العاصمة السلوفينية ليوبليانا امس. عقد الرئىسان الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين اجتماع قمة امس في قصر بردو التاريخي الذي يعود للقرن السادس عشر والذي يبعد 30 كليومتراً عن العاصمة السلوفينية ليوبليانا. واستهل الرئىسان اللقاء - القمة بالتأكيد على ان كل منهما حظي بانطباع طيب عن الآخر. وقال بوتين لدى وقوفه الى جانب بوش في احدى شرفات القصر "علمت بتصريحات الرئىس الاخيرة في وارسو وهذا اساس طيب جداً لنعمل عليه". وكان يقصد بوتين تصريحات لبوش قال فيها ان الولاياتالمتحدة ليست عدواً لروسيا. وأضاف بوتين ان "هذه التصريحات تبعث على التفاؤل... وأنا كنت اتطلع منذ فترة الى هذا اللقاء". ورد الرئىس الاميركي بالقول "سنحظى باجتماع طيب من دون شك وأعتقد اننا سنجد نقاطاً كثيرة مشتركة بيننا". وبعد جولة قصيرة داخل القصر المطل على عدد من البحيرات، عقد الرئىسان اجتماعاً ضمهما الى مترجمين ومستشاريهما لشؤون القومي فقد استغرق نحو نصف الساعة، وبعدها عقدا اجتماعاً موسعاً مع افراد الوفدين الروسي والاميركي استغرقت نحو ثلاث ساعات. وبدا الارتياح على الرئىسين لدى وقوفهما مبتسمين اما عدسات المصورين. وسترغم المحادثات الزعيمين على مواجهة خلافاتهما الحادة معاً حول رغبة واشنطن تطوير نظام دفاعي محدود للحماية من الهجمات الصاروخية، مما تصفها بالدول "المارقة"، وما اطلق عليه اسم "حرب النجوم" او "الدرع الصاروخية". وتقاوم موسكو هذه الفكرة لما يتبعها من الغاء لمعاهدة "الصواريخ المضادة للصواريخ" اي بي ام التي تعتبرها روسيا نقطة اساسية للاستقرار الاستراتيجي خلال الثلاثين عاماً الماضية. وناقش الزعيمان ايضاً مسألة حظر انتشار الاسلحة ولا سيما الصاروخية والنووية وتوسيع حلف شمال الاطلسي والاوضاع في منطقة البلقان الساخنة. وقلل مساعدو الرئىسين من اهمية فرض ابرام اي اتفاقات رسمية، قائلين ان القمة ستكون فرصة لتعرف كل منهما على الآخر، اكثر من كونها مناسبة لمناقشة الامور السياسية في شكل مفصل. وأكد مساعدو بوش انه سيسعى الى اقناع روسيا بتجاوز معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ بحكم انها تعود الى فترة الحرب الباردة. وقالت مستشارة بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس ان المعاهدة المذكورة ارضية غير صالحة لبناء علاقات جديدة. وأضافت ان بوش سيحاول اقناع بوتين بالبحث في اطر استراتيجية جديدة يستبدل بها اتفاق "اي بي ام"، اضافة الى التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والثقافة. وكان الرئىس الاميركي دعا اول من امس روسيا الى ان تكون حليفاً وشريكاً لأميركا في الديموقراطية والسلام. وهبطت طائرة الرئىس الاميركي خارج العاصمة السلوفينية حيث استقبله وزوجته لورا الرئىس ميلان كوتشان، وحيته فرقة عسكرية ومجموعة من حرس الشرف. ووصل بوتين آتياً من موسكو بعد فترة وجيزة، ومن المفترض ان يكون قد غادر الى بلغراد في حين عاد بوش الى واشنطن. وأجرى بوش قبل القمة ونظيره الروسي، جولة محادثات مع رئىس وزراء سلوفينيا جانيس درنوفسيك. وأوقفت الشرطة السلوفينية 25 متظاهراً من منظمة "غرينبيس" كانوا يتظاهرون امام السفارة الاميركية في ليوبليانا قبيل بدء القمة. وربط المتظاهرون، الذين كانوا يرتدون قمصاناً عليها اسم "غرينبيس" السلام الأخضر، انفسهم بسلاسل وقيدوا ايديهم الى بوابة السفارة وسط العاصمة قبل ان تعتقلهم الشرطة. وحمل المتظاهرون لافتات تقول "لا لحرب النجوم" في اشارة الى انظمة الصواريخ الاميركية والروسية المضادة للصواريخ. وصرح احد المتظاهرين مايك تاونسلي "بوش هو العدو الاول للبيئة وعدو مستقبل الكواكب". وأضاف ان الناشطين من منظمة غرينبيس وصلوا الى ليوبليانا من جمهورية تشيخيا والنمسا وسلوفاكيا. وتابع انه يريد ان يتأكد ان بوش "بطل صناعة التسلح" تلقى الرسالة. وكانت السلطات السلوفينية نشرت حوالى 100 عنصر من القوات الخاصة في وسط ليوبليانا التي كانت المروحيات تحلق في سمائها تحسباً ولمراقبة اية حشود تظهر فجأة. وكان الكثير من المنظمات دعا الى تظاهرات تنطلق بعد ظهر اليوم من مركز تيفولي الرياضي وسط العاصمة.