} مع تحول وسط مدينة جنوى الساحلية الايطالية ثكنة عسكرية مغلقة، الا على ابنائها والمشاركين في قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني، اكد الرئيس الأميركي جورج بوش ان لا تبديل سيطرأ على موقف واشنطن من بروتوكول كيوتو البيئي والدرع الصاروخية. أكد الرئيس الأميركي جورج بوش انه لن يتراجع، في أي شكل من الاشكال، عن مواقفه في مسألتي بروتوكول كيوتو البيئي ونظام الدفاع الصاروخي، مهما بلغ الجدل القائم عليهما، في قمة مجموعة الثماني في مدينة جنوى. وقال إن "موقفي واضح من كل هذه المسائل. والشك غير جائز في مواقف الولاياتالمتحدة". ومن المفترض ان يتوجه الرئيس الأميركي الى لندن اليوم قبل انعقاد القمة المقرر بين 20 و22 تموز يوليو الجاري. وكان رفض بوش بروتوكول "كيوتو" عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، أثار انتقادات واحتجاجات في مختلف انحاء العالم، مطلع العام الجاري. وسبب اعلانه تسريع البرنامج الاميركي الصاروخي او ما يسمى بالدرع الصاروخية، استياء الصين وروسيا. وقال بوش: "اتفقنا على خفض انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري ولكن لا يمكننا الموافقة المنهجية على كيوتو". ودعا الرئيس الأميركي، خلال كلمة القاها أمس في مقر البنك الدولي في واشنطن، الدول الصناعية الى بذل جهود أكبر من اجل السلام العالمي. واقترح ان ترفع المؤسسات النقدية الدولية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين من حجم قروضها للدول النامية وتحول نصفها منحاً. وطالب بأن تستخدم هذه المنح في دعم التعليم في الدول الفقيرة، ولا سيما الافريقية منها. وعشية انعقاد القمة الصناعية يجري وزراء خارجية الدول المشاركة فيها في روما جولة أفق تتناول القضايا الدولية التي تثير خلافات جوهرية بين الروس والأميركيين والأوروبيين وعلى رأسها تدهور الوضع في الشرق الأوسط والدرع الصاروخية والبلقان. واتخذت السلطات الأمنية في مدينة جنوى اجراءات أمنية مشددة استعداداً لوصول أقوى ثمانية زعماء في العالم لحضور قمة الدول الصناعية. وبدأت طلائع التنظيمات الشبابية شعب سياتل المناهضة للعولمة والمصممة على إفشال القمة بأي ثمن تتجمع، ويحمل افرادها لافتات احتجاج في عدد من المدن النمسوية والفرنسية والسويسرية المحاذية للحدود الايطالية، التي تسعى سلطاتها الى منعهم من الوصول الى جنوى حيث اغلقت كل محطات القطار، اضافة الى المطار والطريق الدائري الذي يحيط بالمدينة والشوارع الخارجية الرئيسة المؤدية اليها. وأغلقت المنطقة التي يقع فيها قصر دوكالي مقر الاجتماعات ومُد حولها سور بارتفاع أربعة امتار سيحول دون المرور عبر مئتي طريق تؤدي الى وسط المدينة ومرفأها. وتم تفريغ ميناء المدينة وفرضت حراسة مشددة براً وبحراً على السفينتين السياحيتين اللتين ستستضيفان الزعماء والرؤساء ووفود حكومات الدول الثماني المشاركة. وتشعر الحكومة الايطالية بالقلق المتزايد لاستضافة هذه القمة الأولى في عهد حكومة امبراطور المال والاعلام سيلفيو بيرلوسكوني، والتي اتهمت بالديكتاتورية لاتخاذها جملة اجراءات تحول دون دخول المحتجين للتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم الرافضة للعولمة. وقال رئيس حزب الديموقراطيين اليساري ماسيمو داليما الذي طالب بفتح ابواب المدينة لكل المتظاهرين بأن المنتسبين الى حزبه سيشاركون السبت المقبل في تظاهرة كبرى داخل المدينة. واستلمت صحيفة "ال ميساجيرو" اليومية في مقرها الرئيسي في روما بياناً من خمس صفحات موقع باسم جماعة "الألوية الحمر" اليسارية المتطرفة، يندد بقمة جنوى ويتوعد باتخاذ اجراءات مضادة لقرارات رؤساء القمة العالمية. وتسعى الحكومة الايطالية التي تتخذ اجراءات لتضييق الخناق وحصر رقعة المشاركة الاحتجاجية والتهديد بالتعامل بحزم مع كل محاولة للعنف، الى التوصل الى اتفاق سلمي مع الجماعات الرئيسة الثلاث المناهضة للعولمة، التي التقاها أكثر من مرة وزير الداخلية ومدير الشرطة العام، الا ان الحوار بينهم فشل لتباين وجهات النظر بينهم. وبعدما رفضت الحكومة مطالبتهم بحرية التظاهر ونزع أسلحة قوات الشرطة والدرك. وقال وزير الداخلية الايطالي كلاوديو سكايولا ان "اعصاب حكومته من حديد" في محاولة منه للرد على الانتقادات الحادة التي توجهها قوى المعارضة وعدد كبير من السياسيين المستقلين ورجال الفكر والثقافة. وسارعت قوة من الوحدات الخاصة لمكافحة الارهاب الى ثلاث أماكن حساسة وسط المدينة بعدما تسلمت قوى الأمن تهديدات بوجود قنابل موقوتة، الا انها اكتشفت كذب الاعداءات. واعتقلت قوات الشرطة في المدينة عدداً من الشبان، احدهم ايطالي، اما الآخرون فأجانب، واقتادتهم الى التحقيق، واستولت قوات الأمن والاستخبارات التي تنتشر في المدينة على حاجات وألواح خشب وسكاكين مطبخ، وطردت عدداً من الشبان الألمان والسويسريين والفرنسيين وسفرتهم نحو الحدود مع النمسا وفرنسا. وألغت السلطات الايطالية تراخيص عدد من الصحافيين الايطاليين اليساريين المكلفين تغطية أعمال المؤتمر من مجموع 2000 صحافي من العالم و1500 شخص من أعضاء الوفود الرسمية المشاركة سيحضرون المؤتمر. وما زاد من توتر الاجهزة الأمنية انفجار طرد في جنوى أول من أمس والعثور على عبوة أخرى في مدينة افيتسانو وسط ايطاليا. ومن المتوقع ان يتدفق اكثر من مئة الف مناهض للعولمة على جنوى في غضون الساعات المقبلة، لينظموا تظاهرة مركزية السبت المقبل تسعى السلطات الايطالية الى اجهاضها. وشوهدت في جنوى امس شعارات كتبت بطلاء أخضر على بعض واجهات المحال التجارية تندد بالعولمة والأسواق المفتوحة.