سيدني، كوبنهاغن، بكين – رويترز، أ ف ب – عمّت التظاهرات في مدن منطقة آسيا – المحيط الهادئ، على وقع اليوم السادس من مفاوضات المناخ في قمة كوبنهاغن التي تختتم أعمالها في 18 الجاري. وخرج الآلاف من الأوستراليين إلى شوارع المدن الرئيسة، في «مسيرة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري» لحضّ السياسيين على اتخاذ إجراءات جريئة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وإبرام اتفاق بديل من بروتوكول «كيوتو». وشهدت مدينة ملبورن أكبر تظاهرة، اختتمها المشاركون فيها بشعار «أنقذوا المناخ - افعلوا ذلك» في شكل واضح على الأرض. وأعلن منظمون، إرسال صور للتظاهرات التُقطت من الهواء الى المندوبين في كوبنهاغن. وفي سيدني، طالب المتظاهرون ب «طاقة نظيفة وأصوّت على ذلك»، رافضين اللحوم والحرارة، ومناجم الفحم الجديدة. وفي مانيلا، تجمع مئات الأشخاص في «تظاهرة صاخبة» أمام مقر البلدية وهم يقرعون الطبول ويرتدون قمصاناً حمراء. وأوضح العضو في منظمة «غرينبيس» - فرع الفيليبين علي أبو سان، أن اللون الأحمر يرمز إلى «الانذار الاحمر»، إذ «لم يعد أمامنا وقت طويل» للتحرك لوقف ظاهرة الاحتباس. وفي جاكرتا تظاهر 150 عضواً في منظمات محلية أمام السفارة الأميركية لمطالبة الدولة الملوثة الأولى في العالم، بأن تكون قدوة وتساعد الدول النامية على خفض الانبعاثات. وفي كوبنهاغن، احتشد 30 ألف متظاهر، وفق تقديرات الشرطة الدنماركية. وفيما كان الحشد يستعد للتوجه الى بيلا سنتر الذي يستضيف المؤتمر حول المناخ، كرر المنظمون دعواتهم الى التزام الهدوء. وتواصلت أمس المفاوضات في القمة، التي شهدت في الأيام الخمسة الماضية، نقاشات شديدة اللجهة بين الصين والولايات المتحدة، وهما أبرز دولتين ملوثتين في العالم، بالتزامن مع وصول الوزراء. ورفضت الصين مجدداً، أي آلية مراقبة وتحقق دولية حول سياستها الوطنية في مجال المناخ، وهي أحد أهم المطالب الرئيسة لواشنطن. وقال نائب وزير الخارجية الصيني هي يافيي: «لا يمكن أن تكون هناك آلية مراقبة وتحقق دولية، فهي مسألة مبدأ». وأوضح أن «الأعمال الطوعية لتقليص الانبعاثات التي تنفّذها الدول النامية غير قابلة لتطبيق هذه الآلية»، في إشارة إلى ورقة طريق بالي، وهي خطة عمل تبنتها الأسرة الدولية عام 2007 وتحدد طبيعة التزامات الدول الصناعية والدول النامية. وأكد أن ذلك «لا يعني عدم قيام الصين بما وعدت به، وسيكون ما التزمناه أولوية لدينا، مع ضمانات قانونية وطنية ونظام تحقق ومراقبة في الصين». ولفت إلى «إعلان نتائج سياستنا من الصين، لذا لا مشكلة شفافية». وهاجمت الصين مبعوثاً أميركياً، واعتبرته «إما شخصاً لا يتسم بالمسؤولية في شكل كبير، أو يفتقر الى المنطق السليم، عندما أعلن في اجتماع القمة أن أميركا لن تمنح مساعدات مناخية للصين». وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، أن رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو سيحضر محادثات كوبنهاغن في 17 و18 الجاري، مع الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.