وأكد رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى المصري البرلمان، سفير مصر السابق في إسرائيل أن القيادة المصرية لا تدعم أيا من الحركتين على حساب الأخرى، وقال ل"الحياة":"لا ندعم فتح ولا حماس وإنما ندعم السلطة من أجل تثبيت الأمل في حل القضية والوصول إلى الدولة الفلسطينية"، داعياً الحركتين إلى التزام اتفاق القاهرة واتفاق مكة والنصائح العربية الموجهة إليهما، مشددا على أن"وحدة الصف واستقلالية القرار الفلسطيني هي السبيل إلى وقف الاقتتال"، ومشيراً إلى أنه"إذا كانت هناك إملاءات خارجية، فسيؤثر ذلك على المشروع الفلسطيني". من جانبه، حذر رئيس الوفد الأمني المصري في غزة اللواء برهان حماد من أن"تواصل الاقتتال بين عناصر فتح وحماس سيقضي على القضية الفلسطينية". ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن حماد قوله إن القيادة السياسية المصرية قلقة وإن"تواصل الاقتتال الداخلي وعدم التزام العديد من الاتفاقات التي تم التوصل إليها لوقف إطلاق النار يوحي بصحة ما يتردد بأن هناك أيدي شيطانية لها ارتباطات خارجية تعمل في الظلام لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني من أجل مصالح شخصية ضيقة". واعرب عن أسفه"لتزامن استمرار هذه الاشتباكات مع الهجمات العسكرية الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني"، وزاد:"نحذر من أن هذا الاقتتال الدموي سيدمر المشروع الوطني والثوابت الفلسطينية، وسيعمق الجراح ويحدث شرخاً عميقاً جديداً في جدار الأمن القومي العربي". واستنكر الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف كل العمليات العسكرية. شعث في غضون ذلك، نفى النائب نبيل شعث دعم مصر حركة"فتح"ضد"حماس"ل"إزاحتها عن رئاسة حكومة الوحدة"، وقال لدى وصوله القاهرة أمس"إن ما جاء في الإعلام الإسرائيلي يأتي في إطار السعي للوقيعة بين الفلسطينيين وإفشال الدور المصري اذ لا ترغب إسرائيل في السلام وتريد تأجيج الوضع بين الفلسطينيين وها هي تضربنا فور وقف الاقتتال بيننا". وكان تقرير لصحيفة"هآرتس"الإسرائيلية ذكر أن"الرئيس حسني مبارك تعهد إنهاء حكم حماس". السفير المصري يحذّر الى ذلك، نقلت الإذاعة الإسرائيلية الناطقة بالعربية عن السفير المصري في تل أبيب محمد عاصم ابراهيم قوله"إن سيناريو استيلاء حركة حماس على قطاع غزة وتزايد النفوذ الايراني في المنطقة، يشكل كابوساً ومأساة للشرق الأوسط برمته". وأضافت ان السفير قال رداً على التصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع إن لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها"لكن التصعيد في القطاع يزيد الأمور تعقيداً"مؤكداً موقف مصر الداعي إلى وجوب وضع حد فوري لأعمال العنف في القطاع. وأعرب السفير في لقاء مع الإذاعة عن أمله في ألا تشن إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق على القطاع"وقد أثبتت عمليات عسكرية إسرائيلية في الماضي أنها غير مجدية، كما أنها لم توقف العمليات العدائية بين الطرفين، بل جاءت بمزيد من الدماء والقتلى". وأضاف ان مصر تجري اتصالات على أعلى مستوى مع الأطراف الفلسطينية المتحاربة ومع إسرائيل لاحتواء الموقف سواء داخل غزة أو بين غزة وإسرائيل. واعتبر ان تدهور الأوضاع في القطاع يزيد من تعقيد فرص التفاوض لإطلاق الجندي المخطوف في القطاع غلعاد شاليت، مشيراً إلى ان مصر"بذلت عملاً كبيراً خلال عام كامل من أجل إطلاق الجندي". من جهة أخرى، استنكرت الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب في ختام أعمالها في القاهرة أمس الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني، ورأت فيه"تهديداً خطيراً للوحدة الوطنية التي هي أساس الكفاح الوطني لطرد الاحتلال الصهيوني من الأراضي العربية المحتلة". وطالبت العرب كافة والمجتمع الدولي"بالضغط المباشر على الدولة الصهيونية للاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها حق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين". وحضت الأطراف الفلسطينية على"سرعة حقن الدماء والتوقف عن الاقتتال الذي يدفع إلى حرب أهلية واسعة". الحصار مستمر واستمراراً لسياسة الحصار الاسرائيلي للفلسطينيين، تواصل إغلاق معبر رفح لليوم الرابع على التوالي بالتوازي مع معبر رفح الفلسطيني لعبور الفلسطينيين من الجانبين. وأكد مصدر مسؤول في معبر رفح أمس ان الجهود المصرية مستمرة بهدف إعادة افتتاحه. واستمر إغلاق منفذ كرم سالم جنوب ميناء رفح البري والمخصص للشاحنات الذي تم إغلاقه منذ أكثر من شهر، ولا تزال هناك مساعدات من الأدوية والمعدات الطبية المقدمة من تونس واليمن والجزائر وترفض اسرائيل إدخالها منذ أكثر من ستة أشهر.