رفضت الحكومة السودانية في شدة أمس "لغة التهديد والوعيد" التي تستخدمها معها بعض العواصم الغربية في ما يتعلق بدارفور. ورأت أن قوات الاتحاد الإفريقي المنتشرة في الإقليم في حاجة إلى دعم مالي وإداري لتتمكن من التصدي لهجمات المتمردين التي أودت بحياة خمسة جنود أفارقة قبل ثلاثة أيام. لكن الخرطوم جددت رفضها نشر قوات دولية في المنطقة. وأجرى وزير الدولة في الخارجية السودانية السماني الوسيلة محادثات منفصلة أمس في الخرطوم مع مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى السودان بيكا هافيستو ووفداً من الكونغرس الاميركي، ركزت على تطورات الأوضاع في دارفور وفرص السلام في الاقليم. وطالب خلال محادثاته مع وفد الكونغرس الذي ضم نواباً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، المجتمع الدولي بتنفيذ مقرارات اتفاق أبوجا للسلام في دارفور الذي نص على معاقبة"مخربي الاتفاق"الذين قال إنهم يعملون على تقويض السلام. واعتبر أن"ما حدث هو العكس، فبدل العقاب وجدت الحركات المتمردة تعاملاً من بعض الدول الغربية شجعها على الاستمرار في رفضها للسلام". وشدد الوسيلة خلال لقائه المبعوث الأوروبي على أن حكومته"لن يهدأ لها بال حتى تعود الطمأنينة إلى مواطني دارفور وتأمين القرى". وحض كبار المسؤولين الأوربيين على الكف عن إرسال إشارات سلبية إلى متمردي دارفور من خلال ممارسة ضغوط على حكومته، خصوصاً أن"هذا يشجعهم على التباطؤ في اللحاق بالسلام وتعطيل العملية السياسية". وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق للصحافيين إن وفد الكونغرس ناقش مع الوسيلة شكاوى وكالات الأممالمتحدة العاملة في مجال الإغاثة والمنظمات غير الحكومية من الصعوبات التي تعترض عملها في السودان، إضافة إلى قضية نشر قوات دولية في دارفور. وأشار إلى أن الوزير جدد موقف حكومته الرافض لنشر قوة دولية، وأكد تمسكها بالاتفاقات المبرمة مع الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في هذا الصدد، وما تم الاتفاق عليه أخيراً بين الرئيس عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون"بعيداً من لغة التهديد والوعيد التي تنتهجها بعض الدول الغربية تجاه السودان". وأضاف أن المحادثات تناولت"القضايا الخلافية والتعويضات وجمع السلاح". وحين سئل عن اعتراف الاتحاد الافريقي بفشله في حماية قواته في دارفور، أجاب الوسيلة أن حكومته ترى أن القوة الإفريقية في حاجة إلى دعم مالي وإداري لتتمكن من التصدي للهجمات التي تشنها الجماعات المتمردة. وعزا عدم استئناف محادثات السلام مع المتمردين إلى"افتقارهم الى قيادة موحدة تتفاوض باسمهم". وكان قائد قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور سام ايبوك قال إن جنوده لم يعودوا قادرين على التأقلم مع الأوضاع الخطيرة في دارفور من دون مساعدة الأممالمتحدة. ودعا إلى نشر قوات دولية إلى جانب الأفريقية لمنع وقوع مزيد من"المجازر"، في إشارة إلى مقتل خمسة من جنوده كلهم سنغاليون في هجوم شنه مجهولون على نقطة حراسة قرب الحدود التشادية الأحد الماضي.