تصاعدت الضغوط الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة على الحكومة السودانية لقبول نشر قوات دولية في إقليم دارفور لتتسلم مهمة حفظ السلام من الاتحاد الأفريقي. وقال البيت الأبيض إن الرئيس جورج بوش أبلغ نظيره الفرنسي جاك شيراك ضرورة أن يضطلع حلف شمال الأطلسي الناتو بدور في الأزمة. وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي إن بوش عبّر عن قلقه للوضع المتدهور في إقليم دارفور، وطالب بدور فعال ل"الناتو"في الجهود الدولية. وقال البيت الأبيض ان بوش أبلغ شيراك ليل الأربعاء - الخميس انه يجب ان يضطلع حلف شمال الأطلسي بدور أنشط في الجهود الدولية لحقن الدماء في دارفور. وقال فريدريك جونز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي انه في محادثة هاتفية مدتها 30 دقيقة بدأها شيراك فإن بوش"عبر عن قلقه للوضع المتدهور في دارفور ورأيه انه يجب ان يكون حلف شمال الأطلسي أكثر فعالية في استجابة دولية نشطة لحل هذه الأزمة". في غضون ذلك، ذكر مبعوث الاتحاد الأوروبي بيكا هافيستو أن محادثات السلام بين الحكومة ومتمردي دارفور في مرحلتها الأخيرة، لكن تدهور الأمن على الأرض قد يعرقل تنفيذ أي اتفاق. وقال بيكا هافيستو مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص للسودان في مؤتمر صحافي ان كل العناصر اللازمة لاتخاذ قرارات في ما يتعلق بتقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية مطروحة على الطاولة، لكن التوصل الى اتفاق لا يضمن تحقيق سلام مستمر. وقال هافيستو في هلسنكي:"نحن الآن في وضع يمكن معه أن نقول بتفاؤل ان مفاوضات السلام في أبوجا تقترب من هدفها". وأضاف"هناك إحساس في الاتحاد الأوروبي بأنه حتى لو تم التوصل الى اتفاق للسلام في أبوجا فإن وسائل تنفيذ الاتفاق مفقودة إذا استمر تدهور الوضع في أبوجا". ويزور هافيستو هلسنكي لإطلاع فنلندا على التطورات قبيل توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا العام. وفي الخرطوم، قال وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن في مؤتمر صحافي في ختام زيارته للسودان ان صبر العالم بدأ ينفد أمام بطء المفاوضين في الوصول الى اتفاق للسلام في دارفور، مشيراً الى ان الحكومة السودانية بحاجة الى ان تبذل المزيد من الجهد لتنفيذ تعهداتها. وحذر من ان الأموال التي يتبرع بها المجتمع الدولي لدعم واحدة من أكبر عمليات المساعدة في العالم في دارفور لا يمكنها ان تستمر للأبد. وقال بن"إننا ندفع أموالاً لهذا الصراع المستمر.. إننا ندفع كي يبقى الناس في المخيمات لأنهم لا يستطيعون الذهاب الى ديارهم لأن أناساً لم ينفذوا ما تعهدوا به وبسبب فشل عملية السلام". وقال بن للصحافيين ان الحكومة أبلغته في اجتماعات إنها ستقدم اقتراحها الخاص كي تبث شيئاً من الحيوية في المحادثات. وأضاف ان الحكومة بحاجة الى ان تكف عن إعاقة عمال الإغاثة في دارفور ويتعين عليها ان تنزع سلاح الميليشيا العربية وفقاً لتعهد الحكومة قبل 18 شهراً. وأعلن في هذه الزيارة وهي الخامسة للسودان عن معونة إضافية قدرها 40 مليون جنيه إسترليني. وبريطانيا هي ثاني أكبر جهة مانحة للمعونات في دارفور. وقال بن ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وافق على انه لا يتعين فرض حظر للتجول على مراقبي السلام على رغم ان المسؤولين المحليين في دارفور قالوا ان ذلك ضروري.